شرعت شركة "نقل المدينة" في الدارالبيضاء، منذ أسبوع، في دعوة زبنائها إلى الصعود من الأبواب الأمامية والنزول من الأبواب الخلفية للحافلات، في إطار الاستعداد للعمل بنظام استعمال التذاكر الإلكترونية بدل التذاكر الورقية. ويأتي نظام العمل الجديد في إطار نظام، تقول الشركة إنه يسعى إلى تحقيق التكامل بين النقل عبر الحافلات والطرامواي، وسيسمح للمواطنين باستعمال تذكرة واحدة خلال تنقلاتهم بين حافلة وأخرى أو بين الحافلات والطرامواي، حسب يوسف الودغيري، مدير الموارد البشرية بالشركة. وقال الودغيري، في تصريح ل"المغربية"، إن مدينة المحمدية ستشهد انطلاق الاختبارات الأولية لمشروع التذاكر الإلكترونية، خلال يوليوز المقبل، في أفق تعميم التجربة التي تحتاج إلى تغيير تدريجي لسلوكيات وعادات زبناء الشركة. ولم يحدد مجلس مدينة الدارالبيضاء، بعد، تعرفة اقتناء التذكرة الإلكترونية، باعتباره الجهة المكلفة بتحديد السعر وبتجهيز الحافلات بالآليات الإلكترونية، في حين تتابع شركة "نقل المدينة" المشاورات بتوفير سيناريوهات وميكانيزمات جديدة لدعم كلفة التذكرة لفائدة المواطنين، باعتبار التنقل الحضري خدمة اجتماعية عمومية. وتدفع "حافلات المدينة" في اتجاه عدم التأثير على عائداتها، من خلال دعوة مجلس المدينة إلى دعم كلفة استعمال التذكرة الإلكترونية، "أخذا بعين الاعتبار تكبد الشركة خسائر مالية بلغت 120 مليون درهم، حسب آخر تقرير، وتعرض الحافلات لحوادث تخريب، سواء خلال مباريات كرة القدم، أو خلال الاستعمال اليومي للحافلات التي تتعرض ل50 حادثة تكسير الزجاج يوميا"، يوضح الودغيري. وحول مصير ألف و500 مستخدم بشركة "نقل المدينة"، من قابضين ومراقبين، موازاة مع تطبيق نظام التذكرة الإلكترونية، أكد الودغيري أنه سيجري توفير سيناريوهات جديدة لإعادة إدماج هذه الفئة في مهن أخرى، منها تأهيل بعض القابضين للحصول على رخصة السياقة من نوع "د" للعمل في مجال السياقة، أو في مجال المراقبة بنظام الكاميرا أو الراديو، أو في ميدان التسويق، حسب المؤهلات والكفاءات التي يتوفرون عليها. يشار إلى أن حافلات "نقل المدينة" تعتبر وسيلة تنقل البيضاويين ذوي الدخل المحدود، وتؤمن تنقل أزيد من 141 مليون مواطن، و90 في المائة من زبنائها يستعملون الحافلة يوميا، و64 في المائة منهم يستعملونها للتنقل إلى مقرات أعمالهم، و54 في المائة يتنقلون بشكل حصري بحافلات "نقل المدينة"، حسب ما ورد في بلاغ للشركة، توصلت "المغربية" بنسخة منه. وتؤمن حافلات "نقل المدينة" نصف مليون تنقل يوميا، عبر 70 خطا، يغطي أزيد من 120 ألف هكتار، ويشتغل في الشركة أزيد من 4500 مستخدم مباشر، منذ تأسيسها سنة 2004، إذ أوكل إليها التدبير الحصري لقطاع النقل الحضري عبر الحافلات بجهة الدارالبيضاء الكبرى.