في حفل استقطب الآلاف من عشاق موسيقى الراي استعاد الشاب مامي٬ مساء أول أمس الاثنين، أمجاده الفنية، بعد سنتين من ابتعاده عن الأضواء بسبب المحنة التي شوشت على مسيرته الفنية الناجحة. تمكن أمير الراي الشاب مامي على منصة النهضة بالرباط٬ من استعادة تألقه من بوابة "موازين..إيقاعات العالم"، ليطبع بقوة من جديد٬ اسمه في طليعة نجوم عالم فن الراي٬ رغم احتدام المنافسة في هذا اللون الغنائي ببروز أسماء جديدة بين الحين والآخر. ;عبر عن الشاب مامي عن اشتياقه للجمهور المغربي بكلمة "توحشتكم" التي رددها مرتين أثناء الحفل، الذي يعتبر الحفل الأول لمامي بعد خروجه من السجن إثر قضية إجهاضه لصديقته الفرنسية، وحجت إليه جماهير غفيرة اعتبرت قياسية مقارنة مع باقي الحفلات التي شهدتها المنصات الكبرى للمهرجان. ووجد مامي في انتظاره جمهورا شغوفا حمله الحنين إلى لقاء أحد رواد فن الراي٬ المعروف بنكهته الخاصة٬ صوتا شجيا واختيارا لحنيا متميزا، فضلا عن تعامله مع نصوص راقية تنأى عن الابتذال الذي طبع العديد من تجارب الراي المراهنة على الكلام الفج. وفي أجواء تفاعلية حماسية٬ أدى مامي باقة من أنجح أغانيه "فاطمة"٬ و"مالي مالي"٬ و"ادوها عليا"٬ و"تزعزع خاطري"٬ و"خلوني نبكي"٬ و"ما ظنيت"٬ و"ماما زهري"٬ و"بايي دي ميرفاي"٬ و"هكذا درتوها بيا" وغيرها. وتدثر نجم الراي بالعلمين المغربي والجزائري تكريسا لعلاقة محبة خاصة تجمعه بالجمهور المغربي منذ بدايات نجوميته٬ إذ أحيى حفلات عديدة في مختلف مناطق المملكة. واعتبر مامي أن الراي "لم يمت" لكنه بحاجة إلى "منافسة فنية" بين المطربين حتى يسترجع مكانته على الساحة الفنية الدولية. وصرح خلال ندوة صحفية عقدها قبل الحفل "إن الراي لم يمت لكنه يعاني نقصا في المنافسة الفنية بين المطربين، سيما أولائك الذين ساهموا في ترقيته منذ البداية حتى يصبح موسيقى عالمية. يجب أن تعود تلك المنافسة في البحث والتجديد حتى يتم بعث هذا النوع من الموسيقى ويسترجع مكانته السابقة". وأعرب مامي عن أمله في أن يساهم ألبومه المقبل، في إعطاء دفعة جديدة للمنافسة الفنية، ملمحا إلى إلى خالد. وأوضح أن المطربين يعتمدون اليوم على الوسائل التكنولوجية باستيديوهات التسجيل ولا يلجأون إلى التجديد والبحث في الأغاني، التي أضحت تتشابه الواحدة، تلو الأخرى. وعن سؤال حول دور المهاجرين في الترويج لهذا الفن، أكد مامي أن الجالية في المهجر ساهمت في التعريف به وفي استقطاب عدد كبير من المعجبين في أوروبا قبل أن يصبح عالميا، ما سمح له بتسجيل عدة ثنائيات مع مطربين عالميين مشهورين على غرار الإنجليزي ستينغ، الذي أنجز رفقته عام 1999 أغنية "ديزيرت روز" "وردة الصحراء". وعلى الصعيد العربي٬ لقي الدويتو الذي أنجزه رفقة الفنانة المغربية سميرة سعيد سنة 2002 تحت عنوان "يوم ورا يوم" نجاحا جماهيريا كبيرا، ما دفعه إلى التفكير في أداء "دويتو" مع الفنانة المغربية الكبيرة نعيمة سميح. وعن المواضيع التي تتطرق إليها أغانيه أوضح المطرب، الذي رأى النور بمنطقة سعيدة في الجزائر عام 1966، أن كل أغنية تروي مرحلة من حياته. وتميز مامي ذو المواهب المتعددة٬ أداء ولحنا وكلمة٬ بمزجه الجريء بين الألوان الموسيقية٬ حيث يحضر الفولكلور والشعبي جنبا إلى جنب مع الريغي والفلامينكو. وحصل ألبوم "سعيدة" الذي احتفى فيه بمسقط رأسه٬ وبيع منه أزيد من 100 ألف نسخة في فرنسا على القرص الذهبي في كل من الجزائر والمغرب.