بدا أمير الراي٬ الشاب مامي٬ أمس الاثنين على منصة النهضة بالرباط٬ بحيوية ملفتة تؤشر على استعادته مجدد الأداء عالي المستوى على منصات التظاهرات الكبرى التي اعتاد عليها في ذروة مساره الفني. فبعد سنتين من اجتيازه محنة شخصية شوشت على مسيرته الفنية الناجحة٬ عاد مامي٬ من بوابة "موازين..إيقاعات العالم" ليطبع بقوة ٬من جديد٬ اسمه في طليعة نجوم عالم فن الراي٬ رغم احتدام التنافس في هذا اللون الغنائي ببروز أسماء جديدة بين الحين والآخر. ووجد مامي في انتظاره جمهورا شغوفا حمله الحنين الى لقاء أحد رواد فن الراي٬ المعروف بنكهته الخاصة٬ صوتا شجيا واختيارا لحنيا متميزا فضلا عن تعامله مع نصوص راقية تنأى عن الابتذال الذي طبع العديد من تجارب الراي المراهنة على الكلام الفج. في أجواء تفاعلية حماسية٬ أدى مامي٬ الذي رأى النور بمنطقة سعيدة في الجزائر عام 1966 باقة من أنجح أغانيه : "فاطمة"٬ "مالي مالي"٬ "ادوها عليا"٬ "تزعزع خاطري"٬ "خلوني نبكي"٬ "ما ظنيت"٬ "ماما زهري"٬ "بايي دي ميرفاي"٬ "هكذا درتوها بيا" وغيرها. وتدثر نجم الراي بالعلمين المغربي والجزائري تكريسا لعلاقة محبة خاصة تجمعه بالجمهور المغربي منذ بدايات نجوميته٬ إذ أحيا حفلات عديدة في مختلف مناطق المملكة. سطعت مواهب مامي في سن 16 عاما٬ عندما تألق في أحد البرامج التلفزيونية بأدائه لأغاني وهرانية قديمة. وبعد فرض ذاته كأحد نجوم بلاده٬ كان مامي أول مغني راي جزائري ينتقل الى فرنسا عام 1985 فاسحا المجال أمام آخرين الشاب خالد ورشيد طه٬ وهناك كان أيضا أول فنان راي يغنى في الأولمبيا عام 1986. وتميز مامي ذو المواهب المتعددة٬ أداء ولحنا وكلمة٬ بمزجه الجريء بين الألوان الموسيقية٬ حيث يحضر الفولكلور والشعبي جنبا الى جنب مع الريغي والفلامينكو. وحصل ألبوم "سعيدة" الذي احتفى فيه بمسقط رأسه٬ و بيع منه أزيد من 100 ألف نسخة في فرنسا على القرص الذهبي في كل من الجزائر والمغرب. واتسع إشعاع مامي ليكتسي طابعا دوليا بتعاونه مع المغني الشهير ستينغ في أغنية "وردة الصحراء" عام 1999. أما على الصعيد العربي٬ فقد لقي الدويتو الذي شاركته فيه الفنانة المغربية سميرة سعيد تحت عنوان "يوم ورا يوم" نجاحا كبيرا (2002). وقد لا يكون هذا الدويتو الأخير في مسار الشاب مامي٬ الذي عبر في لقائه الصحافي قبيل حفل الأمس عن أمله في أداء دويتو مع الفنانة المغربية الكبيرة نعيمة