حظي الجنود المغاربة الذين سقطوا في ساحة المعركة دفاعا عن حرية المملكة الهولندية إلى جانب رفاقهم في السلاح الفرنسيين والهولنديين٬ بتكريم مؤثر خلال حفل نظم الخميس المنصرم، في كابيل بإقليم زيلاند (جنوب غرب هولندا). ولم تمنع التساقطات المطرية القوية٬ غير المعتادة في هولندا في هذه الفترة من السنة٬ عشرات من المغاربة المقيمين بهولندا٬ كبارا وصغارا٬ وكذا الهولنديين٬ من القدوم من مختلف المدن لحضور هذا الحدث البارز، من أجل استحضار التضحيات التي بذلها هؤلاء الشهداء دفاعا عن قيم الحرية والكرامة. وقال سفير المغرب في هولندا٬ عبد الوهاب بلوقي٬ في كلمة بالمناسبة٬ إن "هؤلاء المحاربين برهنوا على شجاعتهم وتفانيهم وتضحياتهم في الدفاع عن الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية"٬ مذكرا بأن 85 ألف محارب مغربي استجابوا في تلك الفترة لدعوة جلالة المغفور له محمد الخامس، وساهموا في انتصار الحلفاء على النازية والفاشية. وأبرز السفير أنه "اعترافا بذلك التضامن الفعال٬ كان الجنرال ديغول دعا العاهل المغربي إلى فرنسا في عام 1945 (...). وخلال هذه الزيارة٬ قام الجنود المغاربة بالاصطفاف حول الشانزليزيه أمام جلالة المغفور له محمد الخامس"٬ داعيا إلى حفظ ذكرى المحاربين "الذين ضحوا بأرواحهم على التراب الهولندي٬ وتخليد القيم التي ماتوا من أجلها". وأكد أن هذا التكريم يعكس "شعور الامتنان الكبير الذي نكنه لأولئك المغاربة، الذين تركوا حياتهم الروتينية للقيام بأعمال استثنائية" والهجرة لمساعدة هولندا على استعادة حريتها وكرامتها٬ مضيفا أن هؤلاء الجنود٬ بالشجاعة التي برهنوا عليها٬ "بصموا تاريخ زيلندا". وأضاف أن "هذا اليوم يبعث على الفخر العميق بالنسبة لمواطنينا. إنهم يشاركون فيه مرفوعي الهامة. إنه حدث يحفزهم على المزيد من الاندماج في المجتمع الهولندي على أمل إعادة النظر في الكليشيهات والصور النمطية التي ظلت لصيقة بالمغاربة المقيمين بهولندا". وأشاد المتدخلون في هذا الحفل٬ ومن ضمنهم عمدة مدينة كابيل والمستشار الأول بسفارة فرنسا٬ بالدور البطولي للمحاربين المغاربة ورفاقهم من الجيشين الفرنسي والهولندي٬ في تحرير هولندا، مؤكدين أهمية الاحتفاء السنوي الحافل بعبق التاريخ والدروس للأجيال الحالية والمقبلة. وتميز هذا الحفل الذي حضره المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري٬ بتحية الأعلام الوطنية للبلدان الثلاثة٬ وأداء النشيد الوطني، ووضع أكاليل زهور احتفاء بذكرى الجنود الذين سقطوا في ساحة الشرف.