أقيم اليوم الاحد حفل بمناسبة الذكرى ال71 لمعركة جامبلو (14-15ماي 1945) في جامبلو ومقبرة شاستر(جنوببروكسيل) التي تحتضن قبور مئات من الجنود المغاربة الذين سقطوا في هذه المعركة ضد القوات النازية التي اجتاحت التراب البلجيكي. وحضر هذا اللقاء السنوي عدد من أفراد الجالية المغربية ببلجيكا من كل الاجيال وكذا بعض الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية ومسؤولون بلجيكيون وفرنسيون ومغاربة الذين وجهوا تحية عرفان للجنود البواسل الذين سقطوا في معركة الشرف من أجل الحرية. وجرى الاحتفال بحضور السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وسفير المغرب في بلجيكا واللوكسمبورغ السيد سمير الظهر والقنصلين العامين للمملكة في بروكسيل ولييج وقنصل فرنساببروكسيل وعدة شخصيات. وتميز تخليد هذه الذكرى بتحية الأعلام الوطنية ووضع أكاليل من الورود احياء لذكرى الجنود الذين حاربوا من أجل استقلال بلجيكا. كما حضر الحفل ،على الخصوص، عدد من مسؤولي المندوبية السامية والجمعية الوطنية لقدماء المقاومين وكذا ممثلي مؤسسة الحسن الثاني للاعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين والمحاربين. وكان السيد الكثيري قد عقد يومي الجمعة والسبت الاخيرين لقاءات تواصلية مع أعضاء الجالية المغربية المقيمة بمدن لييج وبروكسيل وأنفيرس تمحورت حول ضرورة الحفاظ على الذاكرة التاريخية المشتركة كقيمة مضافة وكذا تلقين الناشئة من الاجيال المغربية المقيمة بالخارج القيم السامية للمواطنة الايجابية. وفي كلمات ألقيت بمناسبة هذه اللقاءات، ذكر المندوب السامي بالمساهمة البطولية للمغاربة في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عندما "لبوا بشكل عفوي ومكثف" النداء التاريخي الذي أطلقه المغفور له محمد الخامس، وانخراطهم في قوات التحالف من أجل تحرير أوروبا من النازية والفاشية. وفي هذا الصدد، أبرز السيد الكثيري الدلالات العميقة لهذه الذاكرة التاريخية المشتركة التي تميزت بمبادرات الاعتزاز والامتنان التاريخي والمتمثلة، على الخصوص، في توشيح المغفور له محمد الخامس بوسام رفيق التحرير من طرف الجنرال دوغول، وتدشين ساحة محمد الخامس بباريس وايضا تشييد النصب التذكاري تخليدا لذكرى الجنود المغاربة، الذين سقطوا في ساحة الشرف في معركة فردان. وذكر المندوب السامي، في هذا الاطار، بالرعاية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها لأسرة المقاومة وجيش التحرير، مشيدا بالمساهمة الإيجابية لهذه الفئة الاجتماعية في الجهود الوطنية للتنمية المستدامة ونقل القيم الوطنية والمواطنة. وشدد أيضا على ضرورة الحفاظ وصيانة هذه الذاكرة التاريخية المشتركة حتى تصبح مرجعا للأجيال المقبلة. ودعا السيد الكثيري جيل الشباب المغربي المقيم ببلجيكا الى استلهام القيم والدروس النبيلة التي تعكسها هذه الذاكرة المشتركة، والحفاظ على تشبتثهم ببلدهم الأصلي. وتميزت هذه اللقاءات بعرض افلام وثائقية حول مساهمة الجنود المغاربة في الحرب العالمية الثانية والكفاح الوطني من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية، وتنظيم معرض متجول للمنشورات التي أصدرتها المندوبية السامية لقدماء المقاوين وأعضاء جيش التحرير ذات الصلة بالتاريخ الوطني تؤرخ لملحمة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.