أقامت مقاطعة شوكنين نومنتيي (الضاحية الباريسية) أمس السبت حفل تكريم لذكرى آلاف الجنود المغاربة الذي سقطوا في ساحة المعركة خلال الحرب العالمية الأولى (1918- 1914) عرفنا لهم بالشجاعة وروح التضحية التي أبانوا عنها خلال إحدى المراحل الأكثر دموية من معركة المارن. وإحياء لذكرى الفيلق المغربي المكون من أربعة آلاف محارب أرسله الجنرال المقيم بالمغرب خلال فترة الحماية المارشال ليوطي، تمت إزاحة الستار عن لوحة تذكرية وتدشين مسار للتنزه بطول سبعة كلم من قبل عمدة هذه المقاطعة ميشيل باشمان والقنصل العام للمغرب بأورلي بوشعيب الخلفي. وفي كلمة بالمناسبة، أكد ميشيل باشمان أنه بعد "نسيان" طويل امتد ل96 سنة، حان الوقت وكان لزاما ملأ الفراغ، وجبر ضرر آلاف القتلى الذين تم دفنهم خلال تلك الفترة في مقابر جماعية. واستحضر عمدة المقاطعة، وهو أستاذ التاريخ، أمام الحضور ذكرى هذه الوحدات من "السكان الأصليين"، من خلال استعراض أبرز المحطات لمعركة شتنبر 1914 بهذه المقاطعة، ولاسيما المعارك الضارية ليوم الخامس من هذا الشهر. وفي كلمة باسم سفير المغرب بفرنسا، عبر الخلفي عن امتنانه للمسؤولين الفرنسيين على هذه المبادرة بهذا المكان الذي "يحمل رمزية كبيرة والمثقل بالتاريخ من أجل تكريم المحاربين المغاربة على مواقفهم البطولية وتضحياتهم، والذين ساهموا بدمائهم في كتابة تاريخينا المشترك والغني". كما شدد على "واجب الذاكرة الملقى على عاتقنا جميعا اتجاه المحاربين المغاربة الشجعان، لمساهمتهم في المعركة التي أوقفت الزحف الألماني نحو باريس". من جهة أخرى، ذكر الخلفي بأن الجنود المغاربة الذين شاركوا بهذه الأماكن في أولى معاركهم فوق التراب الفرنسي كانوا محط إشادة وزير الحرب آنذاك ألكسندر ميليرون، الذي نوه بروح الانضباط والحماس التي أبانوا عنها في الدفاع عن مواقعهم إلى حدود التضحية. واعتبر الدبلوماسي المغربي أنه يتعين العمل على مواصلة "واجب الذاكرة" لدى الأجيال الجديدة، مذكرا بأن "الروابط التاريخية والعميقة التي تجمع المغرب وفرنسا تأسست دائما على المبادئ المشتركة للتضامن والدعم المتبادل، فضلا عن تقاسم القيم الكونية للسلام والعدل". وعبر عمدة شوكنين نومنتيي عن أمله في إنجاز مشروع إقامة نصب تذكاري يخلد تضحيات هؤلاء الجنود المغاربة الذين ندين لهم بالكثير. يذكر أن حفل التكريم جرى بحضور ممثل وزير الدفاع الفرنسي ومنتخبي الجهة، من بينهم السيناتور ميشيل بيلو عضو مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي. كما حضر العشرات من سكان هذه المقاطعة الصغيرة، فضلا عن ممثلي جمعيات المغاربة بمو والجهة.