تحرير : محمد الطلحاوي صور: حسن الركاز (كاپيلا/ هولندا) بمناسبة ذكرى استشهاد الجنود المغاربة في تحرير هولندا، نُظّم حفل كبير بمدينة مابيلا بهولندا بحضور شخصيات وازنة من المغرب وهولندا. وقد أشاد المتدخلون في هذا الحفل٬ ومن ضمنهم عمدة مدينة كابيل والمستشار الأول بسفارة فرنسا٬ بالدور البطولي للمحاربين المغاربة ورفاقهم من الجيشين الفرنسي والهولندي٬ في تحرير هولندا مؤكدين أهمية الاحتفاء السنوي بهذا الحافل بعبق التاريخي والدروس للأجيال الحالية والمثبلة. وتميز هذا الحفل الذي حضره المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري٬ بتحية الأعلام الوطني للبلدان الثلاثة٬ وأداء النشيد الوطني ووضع أكاليل زهور احتفاء بذكرى الجنود الذي سقطوا في ساحة الشرف.قاتل آلاف من الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي ضد الألمان. خلال أيام شهر مايو 1940 ساعد الجنود المغاربة في الدفاع عن هولندا، كما أسهموا لاحقا إسهاما فعالا في تحرير جنوب أوربا". تقول ماريكة بوس مسؤولة أرشيف الصليب الأحمر الهولندي :إن التعريف بإسهام المغاربيين في تحرير هولندا سيؤدي لا محالة إلى تحسين صورة الأجانب في هولندا، ولكن ينبغي ألا ننسى أن هذا الجزء من التاريخ هو جزء من التاريخ الاستعماري وجزء أيضا من ذاكرة الحرب العالمية الثانية. بهذه المناسبة وخلال هذه الفترة من كل سنة ترفرف الراية المغربية على إيقاع النشيد الوطني المغربي سماء مدينة كاپيلا إقليم زايلاند (جنوب غرب هولندا)وهذا ما حصل يوم البارحة حيث لم تمنع الأمطار المتهاطلة من تخليد ذكرى المقاومة المغربية بأوروبا بحضور المندوب السامي للمقاومة المغربية وجيش التحرير السيد مصطفى الكثيري والسيد عبد الوهاب البلوقي السفير الجديد للمملكة المغربية بهولندا (في أول حضور ديبلوماسي رسمي له منذ تعيينه )الى جانب عدة شخصيات مدنية وعسكرية الذين تم استقبالهم في إحدى الكنائس الهولندية احتفالا بيوم التحرير . سفير المغرب السيد البلوقي ألقى كلمة بالمناسبة قال :إن "هؤلاء المحاربين برهنوا على شجاعتهم وتفانيهم وتضحياتهم في الدفاع عن الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية"٬ مذكرا بأن 85 ألف محارب مغربي استجابوا في تلك الفترة لدعوة جلالة المغفور له محمد الخامس وساهموا في انتصار الحلفاء على النازية والفاشية. وأبرز السفير أنه "اعترافا بذلك التضامن الفعال٬ كان الجنرال ديغول دعا العاهل المغربي إلى فرنسا في عام 1945 (...). وخلال هذه الزيارة٬ قام الجنود المغاربة بالاصفاف حول الشانزليزيه أمام جلالة المغفور له محمد الخامس"٬ داعيا إلى حفظ ذكرى المحاربين "الذين ضحوا بأرواحهم على التراب الهولندي٬ وتخليد القيم التي ماتوا من أجلها". وأكد أن هذا التكريم يعكس "شعور الامتنان الكبير الذي نكنه لأولئك المغاربة الذين تركوا حياتهم الروتينية للقيام بأعمال استثنائية" والهجرة لمساعدة هولندا على استعادة حريتها وكرامتها٬ مضيفا أن هؤلاء الجنود٬ بالشجاعة التي برهنوا عليها٬ "بصموا تاريخ زيلندا". وأضاف أن "هذا اليوم يبعث على الفخر العميق بالنسبة لمواطنينا. إنهم يشاركون فيه مرفوعي الهامة. إنه حدث يحفزهم على المزيد من الاندماج في المجتمع الهولندي على أمل إعادة النظر في الكليشيهات والصور النمطية التي ظلت لصيقة بالمغاربة المقيميمن بهولندا".