وعد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، أمس الاثنين، ببناء "ثقة متبادلة" مع الهند بعد الحادث الحدودي الأخير بين العملاقين الأسيويين، معتبرا أن العلاقات الثنائية الجيدة هي أساس للسلام العالمي. رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ لدى وصوله إلى الهند (خاص) وصل رئيس الوزراء الصيني الأحد إلى نيودلهي، وأكد أن اختيار الهند لبدء جولته "يشير إلى الأهمية الحاسمة التي تعلقها بكين على علاقاتها" مع هذه الدولة المجاورة. وقال لي متحدثا للصحافيين في نيودلهي بعد جلسة محادثات مع نظيره مانموهان سينغ "إن زيارتي لها ثلاثة أهداف، الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون والتطلع إلى المستقبل". وتابع أنه "على أساس تفاهم متبادل، يمكننا الحض على علاقات سليمة". وأضاف أن "هذا الأمر سيعود بفائدة فعلية آسيا والعالم". ووصل رئيس وزراء القوة الاقتصادية الثانية في العالم إلى نيودلهي بعد أسابيع على تصاعد التوتر على الحدود بين البلدين إذ اتهمت الهند الجيش الصيني بالتوغل حوالي 20 كلم في منطقة تطالب بها نيودلهي. و"خط المراقبة الحالي" بين القوتين النوويتين لم يتم ترسيمه بشكل رسمي، رغم أن نيودلهي وبكين وقعتا اتفاقات للحفاظ على السلام في تلك المنطقة، التي كانت مسرحا لحرب خاطفة في 1962. ودون ذكر التوترات الأخيرة بشكل مباشر، أكد لي أن التعاون بين البلدين الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم يترك أثارا على العالم. وقال " لا يمكن أن يتحقق السلام العالمي بدون تعاون استراتيجي بين الهند والصين"، لكن المشاكل الحدودية تلقي بثقلها منذ سنوات على العلاقات بين البلدين. وفي أكتوبر 1962، اضطر الجيش الهندي الذي كانت تجهيزاته ضعيفة خلال معارك استمرت أربعة أسابيع على طول حدود الهملايا إلى التراجع أمام اجتياح القوات الصينية التي تقدمت حتى داخل سهول أسام. ثم انسحبت الصين حتى الحدود الحالية لكنها لا تزال تطالب بقسم كبير من ولاية اروناشال برادش الهندية. وخلال السنوات العشرين الماضية، شهدت الصين والهند تطورا سريعا لكن النمو الاقتصادي الكبير للصين ومركزها الجديد كقوة عالمية عززت مخاوف الهند المرتبطة بهذه الحرب الخاطفة. ومنذ ربع قرن كانت مسألة الحدود محور 14 جولة مفاوضات، لكن دون تحقيق اي تقدم. وبعد محادثاته مع مانموهان سينغ، سيلتقي لي وزير الخارجية سلمان خورشيد وكبار مسؤولي أبرز حزب معارض، بهاراتيا جاناتا. ثم يزور الثلاثاء بومباي العاصمة الاقتصادية والمالية للهند. وزيارة لي تهدف أيضا إلى تعزيز التبادل بين البلدين اللذين يضمان معا أكثر من ثلث سكان العالم. وأصبحت الصين الشريك التجاري الثاني للهند مع تبادل بلغ 66،5 مليار دولار السنة الماضية بحسب نائب وزير التجارة الصيني جيانغ ياوبينغ. والهدف هو رفع هذا الحجم الإجمالي من المبادلات إلى مائة مليار دولار في 2015. وعلى سبيل المقارنة فان التبادل بين الصين والاتحاد الأوروبي بلغ السنة الماضية 546 مليار دولار. ورئيس الوزراء الصيني الذي يقوم بأول رحلة له إلى الخارج منذ تولي مهامه في مارس، سيزور بعد الهند، باكستان الحليفة التقليدية للصين ثم ألمانيا وسويسرا حيث سيكون الاقتصاد محور محادثاته.