مازالت آبار الفحم الحجري بجرادة تحصد أرواح أشخاص يدخلونها من أجل استخراج بقايا الفحم في غياب الشروط الصحية السليمة، إذ لقي، أخيرا، شابان مصرعهما اختناقا، ونقل آخرون في حالة حرجة إلى المستشفى. ويتعلق الأمر، حسب مصادر حقوقية، بجمال وزار وعبد النبي الكعيوي، اللذين دأبا على دخول الآبار لاستخراج بقايا الفحم، وبيعه بمبلغ هزيل، نتيجة وضعيتهم الاجتماعية. وقال محمد فاتيحي، عضو الهيأة المغربية لحقوق الإنسان، ل"المغربية"، إن من بين "الأسباب التي تدفع شباب مدينة جرادة إلى العمل في "السندريات"، تفشي الفقر والبطالة، وغياب الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة"، موضحا أن هؤلاء الشباب لا يتوفرون على رخص قانونية من أجل العمل داخل الآبار، ما يعرضهم للأخطار، وأن ألفا و500 شاب يدخلون آبار الفحم بطريقة عشوائية، منهم من لقوا حتفهم، وآخرون أصيبوا بمرض السيليكوز أو بإعاقة مستديمة. وطالب عضو الهيأة المغربية لحقوق الإنسان بتدخل الدولة لإغلاق تلك الآبار، التي قال إنها تشكل خطرا على حياة الشباب، وتدمر البيئة، بسبب قطع الأشجار واستعمالها من أجل تسهيل النزول إلى آبار الفحم.