يهدف برنامج مؤسسة تحدي الألفية، الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية، إلى تعزيز الإصلاحات الحالية التي اضطلعت بها الحكومة المغربية لتحديث وتقوية القطاعات ذات الطاقات الواعدة، التي يتوفر فيها المغرب على ميزة تنافسية، وهي الزراعة والصيد والصناعة التقليدية. تنسجم أهداف برنامج مؤسسة تحدي الألفية، بشكل تام مع رؤية المغرب وأولوياته وتتلاءم مع الجهود المبذولة في مجال التنمية والنمو الاقتصادي، وتتوافق تماما مع روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ أن كافة المشاريع المدرجة، في إطار هذا البرنامج تهدف لمكافحة الفقر، من خلال تحفيز النمو الاقتصادي في القطاعات المذكورة أعلاه، والرفع من إنتاجيتها وتحسين فرص العمل فيها. ويطمح مشروع إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في المدينتين العتيقتين بفاسومراكش، المتفرع من مشروع الصناعة التقليدية الكبير، إلى تحقيق الهدف المتوخى، وضمان تحفيز النمو الاقتصادي في المدن العتيقة بفاسومراكش. مشروع 'إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية' تمثل الصناعة التقليدية في المدينتين العتيقتين بفاسومراكش مرتكزا اقتصاديا مهما، حيث إن إشعاع الحرف التقليدية يضمن استمرارية موقع هذه المدن العتيقة كذاكرة للحضارات والثقافات. ومما لا شك فيه أن الاهتمام المتزايد بالسياحة الثقافية والذاكرة يخلق فرصا سانحة لمهنيي قطاع السياحة والصناعة التقليدية على حد سواء، فالعلاقة بين هذين القطاعين تقوم على الصورة والهوية الثقافية، التي تعتبر ركيزة من ركائز الترويج للسياحة والصناعة التقليدية. وبما أن العرض السياحي يقوم على معايير طبيعية، وكذا على تطوير المنتجات والخدمات والمدارات الثقافية والترفيهية الفريدة والمبتكرة، تجسد مشروع إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في المدينتين العتيقتين بفاسومراكش في تأهيل المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في المدينة العتيقة بفاس، وإحداث المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في المدينة العتيقة بمراكش، إلى جانب إحداث دعامات تجارية وتسويقية للمدارات، والترويج للمدارات السياحية. وتهدف خطة عمل هذا المشروع، الذي يطمح أيضا إلى تحقيق أهداف أخرى، هي الرفع من عدد السياح في المدينة العتيقة (بفضل الترويج على الصعيد الوطني والدولي)، وتمديد فترة الإقامة في وجهتي فاسومراكش (بواسطة تعزيز التنشيط السياحي)، وزيادة معدل الإنفاق من قبل السياح، لاقتناء منتجات الحرف اليدوية (من خلال إبراز مهارات الحرفيين وتوجيه السياح إلى فضاءات الإنتاج ونقاط بيع المنتوجات الحرف التقليدية). المراحل الرئيسية للمشروع مكن إشراك كافة الفاعلين والمعنيين على المستوى المحلي، من خلال مقاربة تشاركية تركز على النتائج، من تحقيق إنجازات ومكتسبات مهمة، من خلال الدراسة التقنية المنجزة سنة 2010، وأثناء التنفيذ، لتحديد مسارات التجوال والمراحل والمعايير الشكلية للوحات التشوير في المدارات السياحية (الألوان والخطوط والأشكال والأحجام والرموز، وموضوعات المدارات. إنجاز المدارات السياحية أحدثت المدارات السياحية ووضعت لها لوحات تشوير، وفقا للمعايير الدولية. وعلى غرار باقي مشاريع التهيئة الحضرية، بدأ مشروع إحداث المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بمدينتي فاسومراكش بجرد ميداني للتعرف على المكونات وتحديد المواقع والاطلاع عن قرب على مختلف الخصوصيات الثقافية للسكان المحليين وللتجار في كلتا المدينتين. وساعد ذلك على التعرف على الركائز القائمة الواجب احترامها وأخذها بعين الاعتبار عند برمجة وضع اللوحات. النتائج والمستفيدون تولت وكالة الشراكة من أجل التنمية، لحساب مؤسسة تحدي الألفية، مهمة تتبع نتائج المشروع والتعرف على المستفيدين منه. واعتمدت مقاربة محددة لتقييم نتائج مشروع "المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية"، من خلال استخدام الأساليب الكمية لجمع البيانات وجرد المستفيدين، عبر تتبع شامل ومنهجي لكافة نقاط بيع السلع و/ أو الخدمات المنتشرة على امتداد المدارات السياحية بفاسومراكش. ووفق هذه المقاربة، يعتبر مستفيدا كل نقطة بيع ومتجر وورشة وفضاء إنتاج، تعرض سلعها ومنتجاتها للبيع ومرتبطة كليا أو جزئيا بسلع وخدمات الصناعة التقليدية. ومن تجميع مختلف الأرقام، تم جرد 4440 مستفيدا في مراكش و2163 مستفيدا بفاس. دعامات الترويج تتمثل المرحلة الأخيرة من المشروع، التي ستمتد من شهر ماي إلى يونيو 2013، في تفعيل دعامات الترويج. وسوف تعطى الأهمية بشكل كبير للمعالم التراثية الحرفية الموجودة في المدينتين العتيقتين، من خلال معلومات أكثر تنوعا ودقة. وسوف تتيح هذه الدعامات إمكانية التعرف وتحديد مواقع تواجد الصناعة التقليدية ذات الحمولة السياحية والثقافية. وفي هذا الإطار، تم وضع ثلاثة أنواع من لوحات التشوير بالمدينتين العتيقتين، وفي المجموع، جرى وضع 236 لوحة توجيه، و70 لوحة تعريف، و10 لوحات إخبار بمدينة فاس، مقابل 172 لوحة توجيه، و20 لوحة تعريف، و7 لوحات إخبار بمدينة مراكش. وبالإضافة إلى وضع اللوحات، سيتم إحداث موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يتضمن خريطة تفاعلية، صالحا للاستعمال على مختلف أنواع الحواسيب والألواح الإلكترونية والهواتف الذكية. وسيجري أيضا طبع دليل سياحي خاص بالمدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية. وأخيرا، ستدمج التكنولوجيات الحديثة في المشروع لتمكين المستعملين من الاستفادة من مجموعة واسعة من الخدمات ولتشجيع تطوير المحتويات الجيدة ووضعها رهن إشارة السياح بشكل مباشر. وفي هذا السياق، تم اعتماد أداة حديثة وسهلة الاستخدام هي رمز QR "الاستجابة السريعة"، الذي سيساهم بشكل كبير في إثراء المعلومات السياحية والثقافية، ويتيح للسياح إمكانية الوصول المباشر إلى بوابة موقع المدارات السياحية للاستفادة من مزاياه العديدة، مثل تحديد الموقع على الخريطة التفاعلية.