أشرف عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، الاثنين الماضي، على الانطلاقة الرسمية للمدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لمراكش، التي أحدثت بتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية، وبتنسيق مع السلطات المحلية. وعملت وزارة الصناعة التقليدية ووكالة الشراكة من أجل التنمية، بتعاون مع مختلف الفاعلين المحليين، على تحديد المدارات السياحية في المدينة، وإنتاج ووضع 214 لوحة تشويرية للتوجيه والإعلام والتفسير على امتداد المدارات السياحية الجديدة. وأحدثت خمسة مدارات سياحية محتضنة للصناعة التقليدية، موزعة على مدار تجوال مسافته 23 كلم، منها أربعة مدارات سياحية داخل أسوار المدينة العتيقة بطول 11 كلم. وخصصت المدارات السياحية المحدثة بمراكش لمختلف حرف الصناعة التقليدية المستفيدة، وربط كل مدار سياحي بمحور مستمد من هذه الحرف، وهي "الحديد والطين"، و"على خطى الدباغين" و"فن الخشب"، و"بين الإبرة والخيط" و"ألف باب وباب". ويقول أصحاب مشروع إحداث المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية إنه يهدف إلى إعطاء أفضل الإرشادات حول مختلف الفضاءات الثقافية التي تشملها المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية، وإبراز الأوجه التاريخية والتراثية والحضارية للسياحية، بما يعكس الثراء المتميز للهوية الثقافية المغربية. وتخلل حفل الافتتاح الرسمي للمدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية، الذي نظم بقصر المؤتمرات، التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة الصناعة التقليدية ووكالة الشراكة من أجل التنمية من جهة، وولاية مراكش تانسيفت الحوز والجماعة الحضرية لمدينة مراكش والجماعة الحضرية المشور القصبة وغرفة الصناعة التقليدية لولاية مراكش وإقليم قلعة السراغنة والمجلس الجهوي للسياحة، من جهة أخرى. وبمقتضى هذه الاتفاقية، سلمت وكالة الشراكة من أجل التنمية لوحات التشوير للجماعتين الحضريتين المذكورتين، من أجل صيانتها والحفاظ عليها، فيما يتولى المجلس الجهوي للسياحة وغرفة الصناعة التقليدية مهمة الدعاية والترويج للمدارات السياحية على الصعيدين الوطني والدولي. يذكر أن أزيد من 4 آلاف و400 نقطة بيع لمنتجات وخدمات الصناعة التقليدية تستفيد من الانعكاسات الاقتصادية للأنشطة السياحية التي ستترتب عن هذه المدارات السياحية الجديدة. وقال عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، إن المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لمراكش تهدف إلى تعزيز الروابط بين قطاع الصناعة التقليدية والموروث الثقافي والتاريخي والمعماري بالمدينة العتيقة لمراكش والقطاع السياحي. وأضاف قيوح، في كلمة بالمناسبة، أن مشروع إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية يسعى إلى رد الاعتبار للموروث الثقافي والحضاري للمدينة العتيقة ولأحياء الصناعة التقليدية، إلى جانب الرفع من مداخيل الصناع ومختلف المتدخلين في قطاع الصناعة التقليدية، وإحداث مناصب شغل إضافية، والمساهمة في الدينامية الاقتصادية والسياحية للمدينة. من جانبه، قال مراد عابد، الوكيل العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية، إن مؤسسة تحدي الألفية منحت المغربي هبة مالية بمبلغ 697.5 مليون دولار، بهدف محاربة الفقر من خلال التنمية الاقتصادية، مبرزا أن مشروع "الصناعة التقليدية وفاس المدينة" استفاد من 95.5 مليون دولار، منها 84.7 مليون دولار ممنوحة لقطاع الصناعة التقليدية، من خلال الإنعاش ودعم الإنتاج، ومحو الأمية الوظيفية، والتكوين المهني. وأضاف عابد أن هذا المشروع يهدف إلى تحفيز وتوفير سبل التنمية، من خلال تعزيز التكامل والتقاطع القائم بين قطاع الصناعة التقليدية والرصيد التراثي والثقافي والتاريخي والهندسي، وكذا النشاط السياحي بالمدينة.