أكد وزير الصناعة التقليدية، عبد الصمد قيوح، أن المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية التي تم إحداثها بالمدينة العتيقة بمراكش، تعتبر دعامة لتثمين الموروث الثقافي والحضاري بالمدينة، وأضاف قيوح، في كلمة ألقاها أمس الاثنين بقصر المؤتمرات بمراكش، خلال حفل افتتاح المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية، أن ما تزخر به المدينة العتيقة من مؤهلات ومقومات تجعلها نقطة استقطاب متميزة للنشاط السياحي والثقافي، خاصة حرف الصناعة التقليدية، التي تتواجد داخل هذه المدارات٬ وتساهم في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية لوجهة مراكش السياحية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن وزارة الصناعة التقليدية حريصة على اعتماد مقاربة تشاركية، بتنسيق كامل مع كل الفرقاء والمتدخلين٬ من سلطات محلية ومجالس منتخبة ومهنيي القطاع وقطاعي الثقافة والسياحة٬ لإنجاز هذا المشروع وإنجاحه٬ رغبة في تقوية وإغناء المنتوج السياحي والثقافي المحلي المتميز. واعتبر الوزير أن هذا المشروع يستجيب بشكل إيجابي لمتطلبات وتطلعات مهنيي الصناعة التقليدية وكذا السياحة٬ من حيث إنعاش وترويج منتوجات الحرف الأصيلة، مضيفا أن من شأن هذه المدارات أن تساهم في الرفع من عدد السياح الوافدين على المدينة، وبالتالي تحسين دخل مختلف الحرفيين والمهنيين المعنيين. وأوضح عبد الصمد قيوح أن هذه المدارات تشمل، إلى جانب حرف الصناعة التقليدية٬ كل المباني التاريخية التي ظلت شاهدة، مدى القرون، على أصالة ومهارة الصانع التقليدي المغربي في البناء والهندسة والزخرفة. وعملت وزارة الصناعة التقليدية ووكالة الشراكة من أجل التنمية، بالتعاون مع مختلف الفاعلين المحليين، على تحديد المدارات السياحية في المدينة الحمراء، وإنتاج ووضع اللوحات التشويرية البالغ عددها 214 لوحة للتوجيه والإعلام والتفسير على امتداد المدارات السياحية الجديدة. وتم، في هذا السياق، إحداث خمسة مدارات سياحية محتضنة للصناعة التقليدية بمراكش، يبلغ طولها 23 كلم، من بينها أربعة مدارات سياحية داخل أسوار المدينة العتيقة بمسافة تبلغ 11 كلم. وقد خصصت هذه المدارات المحدثة بمراكش لمختلف حرف الصناعة التقليدية المستفيدة٬ إذ تم ربط كل مدار سياحي بمحور مستمد من هذه الحرف٬ وهي "الحديد والطين" و"على خطى الدباغين" و"فن الخشب" و"بين الإبرة والخيط" و"ألف باب وباب". ويندرج برنامج إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في إطار تفعيل مشروع "الصناعة التقليدية وفاس المدينة" الممول من طرف مؤسسة تحدي الألفية الأمريكية٬ والذي تشرف عليه وكالة الشراكة من أجل التنمية٬ وتسهر على تنفيذه وزارة الصناعة التقليدية.