أكد وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح أن مشروع "الصناعة التقليدية / فاسالمدينةومراكش" يندرج ضمن خمس مشاريع قطاعية يؤطرها ويواكبها برنامج تحدي الألفية الهادف تحفيز وتوفير سبل التنمية من خلال تعزيز التكامل والتقاطع القائم بين قطاع الصناعة التقليدية من جهة، والرصيد التراثي والثقافي والتاريخي والهندسي وكذا النشاط السياحي بالمدينتين. وأوضح في كلمة ألقاها عشية الاثنين تاسع يوليوز الجاري في افتتاح اللقاء التواصلي والتشاوري حول إدماج الصناعة التقليدية بالمدارات السياحية بالمدينة العتيقة لمراكش بأن هذا الورش 'الأول من نوعه و المندرج ضمن إنعاش المدارات السياحية بكل من فاسومراكش ' يهدف أيضا تثمين وإبراز المميزات الحضارية والسياحية للصناعة التقليدية بالمدينتين حيث سيتم تمكين فضاءات الصناعة التقليدية والأماكن التاريخية من لوحات تشرح مميزتاها إضافة إلى لوحات تشويرية (Panneaux Signalétiques) بمختلف المدارات السياحية مندمجة في محيطها العام لتمكن الزوار المغاربة والسياح الأجانب من ولوج الفضاءات المذكورة والوصول إليها والوقوف على ما تحمله من رصيد حضاري بما في ذلك منتجات الصناعة التقليدية الأمر الذي من شأنه أن يوفر فرص البيع وترويج المنتوج بالنسبة للصناع. وقال في هذا اللقاء الإخباري والتحسيسي'الذي عرف وسجل حضور مختلف الجهات المتدخلة على صعيد الجهة والسلطات المحلية والمنتخبين وكذا كافة مهنيي الصناعة التقليدية والسياحية'بأن مخطط العمل هذا سيمكن لا محالة من دعم وتنمية النشاط السياحي بالمدينتين سيما وأن أحد أعمدة السياحة بهما يتمثل في قطاع الصناعة التقليدية والذي من خلال تثمينه وإدراجه ضمن المسالك السياحية الإسهام في تطوير السياحة الثقافية بكل من فاسومراكش باعتبار مكانتهما التاريخية والحضارية. وأكد على الصناعة التقليدية 'باعتبارها رصيدا ثقافيا وحضاريا' جديرة بأن تحض بالدعم وتقوية سلسلة القيمة التي يمثلها ويعتمدها النشاط السياحي من خلال انخراط الصناع والصانعات والمقاولات الصغرى والمتوسطة بالقطاع والتعاونيات والجمعيات الحرفية في دينامية كفيلة بتقريب المنتوج الحرفي من السياح سواء المغاربة أو الأجانب، مشيرا إلى الأخذ بعين الاعتبار التقاطع بين الصناعة التقليدية والسياحة الذي يعززه حاليا توجه وميول السائح على المستوى العالمي نحو الاهتمام بالثقافة والتراث والتقاليد والبيئة. وقال بأن المقاربة الناجعة لتفعيل هذا البرنامج تعتمد أساسا على تعزيز وتثمين ذلك التناغم والتقاطع بين رؤية 2015 للصناعة التقليدية ورؤية 2020 للسياحة، وكذا برنامج تحدي الألفية الذي يرتكز اساسا على التكامل بين القطاعين مما يعطي قيمة مضافة للمنتوج التقليدي والفضاءات التاريخية، ويساهم بالتالي في توفير فرص الشغل والتنمية بصفة عامة. وأوضح أنه 'وفي هذا السياق، سيتم إنعاش المسالك والمدارات السياحية وفق خصوصيات ومميزات كل مدينة (بفاسومراكش)، وبحسب الفئات المستهدفة من سياح وزوار مغاربة أو أجانب ومهنيي قطاع السياحة والصحافة الوطنية والدولية. وحصر الوزير الأهداف المرجوة من هذا الورش في الرفع والزيادة من عدد السياح عبر المدارات السياحية وأيضا الرفع من معدل اقتناء السياح منتجات الصناعة التقليدية وكذا تحفيز السائح على الاهتمام بالمنتوج الحرفي واعتماد المدارات السياحية من طرف المرشدين السياحيين ووكالات الأسفار ثم انخراط وتعبئة الصناع الفرادى في تنشيط المدارات السياحية وفتح فرص ترويج المنتوج. وأكد بأن نجاح أي برنامج لإنعاش وتثمين المدارات السياحية وإدماج الصناعة التقليدية 'بكل من فاسومراكش' يبقى رهينا بمدى التعاون والتنسيق بين كل الجهات المعنية من سلطات ومجالس منتخبة ومهنيين سواء بقطاع الصناعة التقليدية أو قطاع السياحة، ومن خلال اعتماد مقاربة تشاورية وتشاركية تمكن من تعبئة الإمكانيات والموارد الموفرة لتحقيق ذلك. ودعا في ختام كلمته مختلف المتدخلين والفاعلين 'قطاعا عاما أوخاصا' بالحرص على المشاركة بل والمساهمة الفعالة ضمانا لاستمرارية هذا المشروع حتى يؤدي الدور المنتظر منه بما في ذلك توفير سبل التنمية المندمجة والمتكاملة للمنتوجين السياحي والتقليدي. جدير بالذكر بأن مشروع "إنشاء وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية" بمدينة مراكش سيتم إنجازه من طرف وزارة الصناعة التقليدية على مدى 13 شهرا. ويندرج هذا المشروع الهام في إطار برنامج شامل ممول من طرف هيئة تحدي الألفية MCC عن طريق وكالة الشراكة من أجل التنمية MAPP . ويهدف، في مرحلة أولى، إلى إحداث مدارات سياحية ووضع علامات التوجيه على طول المسارات السياحية. كما يهدف في مرحلة ثانية إلى تنظيم حملات تحسيسية تستهدف أساسا السياح المغاربة والأجانب و إنعاش المدارات السياحية، وبالخصوص وضع دليل للمشتريات وخرائط سياحية وبطائق تجارية. وتندرج عملية إحداث المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في إطار استمرارية الأوراش التي أشرفت عليها وزارة الصناعة التقليدية بتنسيق مع وكالة الشراكة من أجل التنمية. وستمكن هذه العملية من دعم صورة المدينة العتيقة لمراكش كقطب إنتاجي وثقافي متميز مع اعتماد اندماج وانخراط المهنيين والحرفيين في هذا الورش' و كذا إبراز كل الفضاءات المتميزة للإنتاج والتسويق والرفع من الالتقائية بين القطاع السياحي وقطاع الصناعة التقليدية. كما تهدف إلى تعزيز الروابط القائمة بين قطاع الصناعة التقليدية والموروث الثقافي والتاريخي والمعماري بالمدينة العتيقة لمراكش، والقطاع السياحي، وإلى الرفع من مداخيل الصناع ، وإحداث مناصب شغل إضافية بقطاع الصناعة التقليدية، وما سيترتب عن ذلك من ضمان توزيع عادل للاستفادة المادية على كل المكونات النشيطة بالمدينة العتيقة، وخاصة الصناع، البازارات، والمرشدين السياحيين، ووكالات الأسفار، والمؤسسات الفندقية، وكل المتدخلين في سلسلة القيمة المضافة لقطاعي الصناعة التقليدية والسياحة. تبقى الإشارة أن هيئة تحدي الألفية MCC, قد خصصت للحكومة المغربية منحة بلغت 697,5 مليون دولار أمريكي، بهدف الحد من الفقر عن طريق دعم النمو الاقتصادي بالقطاعات المعنية ومنها قطاع الصناعة التقليدية، وكذا الرفع من الإنتاجية والتشغيل. وقد استفاد قطاع الصناعة التقليدية من دعم مالي قدره 62,7 مليون دولار أمريكي لتمويل مشروع الصناعة التقليدية و فاسالمدينة الذي يشمل 3 محاور أساسية مرتبطة بدعم إنتاج الصناع التقليديين و فاسالمدينة ثم دعم إنعاش الصناعة التقليدية.