انطلقت بمدينة فاس مرحلة إنتاج ووضع لوحات التشوير للمدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لفاس، في إطار مشروع "الصناعة التقليدية وفاسالمدينة"، الذي يدخل ضمن برنامج "حساب تحدي الألفية" الخاص بالصناعة التقليدية. وستمكن لوحات الإرشاد والتوضيح من توجيه أفضل نحو المعالم الثقافية المدرجة في جميع المدارات السياحية، بما في ذلك الحرف اليدوية، ما سيساعد على الرفع من قيمة الصناعة التقليدية خاصة المنتوجات والحرف الموجودة بمدينة فاس، كما ستمكن هذه اللوحات من تسليط الضوء على التراث التاريخي والحضاري الغني، الذي يعكس تميز الهوية الثقافية المغربية بالعاصمة الإدريسية. وحسب بلاغ لوكالة الشراكة من أجل التنمية المشرفة على تنفيذ المشروع، بشراكة مع وزارة الصناعة التقليدية، توصلت "المغربية" بنسخة منه، ستستفيد مدينة فاس من تثبيت 237 لوحة للتوجيه والتوضيح، وست لوحات للمعلومات موزعة على ستة مدارات سياحية، وقع تحيينها وإعادة هيكلتها على مسافة 20 كلم، من ضمنها مدار بمسافة 10 كلم على طول الأسوار التاريخية. وتظم هذه المدارات مدار الحرف التقليدية، ومدار الآثار والأسواق، ومدار فاسالجديدة، ومدار الأسوار والتحصينات، ومدار القصور والحدائق الأندلسية، ومدار الضفة الأندلسية. ويهدف مشروع خلق وإنعاش المدارات السياحية الثقافية المرتبطة بالصناعة التقليدية بمدينة فاس، حسب البلاغ المذكور، إلى إعطاء قيمة مضافة لهذا الموروث الثقافي الحضاري، والتقريب بين الزوار والصناع التقليديين، من خلال الإعلام والإرشاد والتوجيه نحو كافة منتجات الصناعة التقليدية، ما سيساهم في تعزيز التكامل والتقارب بين قطاعي الصناعة التقليدية والسياحة، من خلال دعوة جميع المهنيين إلى المشاركة والاستفادة من الانعكاسات الإيجابية المتاحة من فوائد العرض الثقافي والسياحي المتميز بتعدد وتنوع حرف الصناعة التقليدية عبر الحملات التواصلية والترويجية والتسويقية المبرمجة ضمن هذا المشروع. يذكر أن مشروع "الصناعة التقليدية وفاسالمدينة" يهدف إلى تعزيز الروابط بين قطاعي الصناعة التقليدية والسياحة، ورد الاعتبار للتراث الثقافي والتاريخي والمعماري، من خلال إعادة تأهيل أو بناء مواقع على طول المسارات السياحية بالمدينة العتيقة لفاس. ويقول أصحاب المشروع إنه ينبني على إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في فاس، ويهدف إلى مساعدة الصناع التقليديين للسعي وراء الجودة، عبر الاستثمار في المعدات الحديثة، مثل الأفرنة الغازية غير الملوثة والمحافظة على البيئة، والتدريب في مجال التصميم والإنتاج والتسويق وتقنيات الإدارة التجارية، والمساعدة التقنية للتسيير، والحصول على الخدمات المالية التي تقدمها البنوك ومؤسسات القروض الصغيرة. واستفاد مشروع "الصناعة التقليدية وفاسالمدينة"، الممول من قبل حساب تحدي الألفية، من مبلغ 111,9 مليون دولار، وخصص 32,8 مليون دولار لمحو الأمية الوظيفية والتكوين المهني في صفوف الحرفيين، و64 مليون دولار لإعادة تأهيل أو بناء خمسة مواقع على طول المدارات السياحية لفاسالمدينة، من بينها تصميم وبناء ساحة للا يدونة، وثلاثة فنادق يرجع تاريخ بنائها إلى القرنين 14 و15، وتطوير منطقة للإنتاج بحي عين النقبي ليستقر بها صانعو النحاس، وإنجاز دراسة خاصة بتحديد وتقييم الخيارات بشأن المدابغ التقليدية، والتي من شأنها الحد من الفقر، وتحفيز النمو الاقتصادي والاستجابة للمعايير الوطنية والدولية في مجال الصحة والبيئة والأمن.