تألقت الأفلام المغربية التي شاركت في مهرجان الفيلم الشرقي بسويسرا، الذي اختتمت دورته الثامنة أخيرا بجنيف بمشاركة ما يناهز 100 فيلم عربي وأجنبي، من خلال تتويجها بجائزتين وتنويه خاص. نوفل براوي مخرج "يوم وليلة" رفقة بطلة الفيلم سعاد العلوي (سوري) فاز الفيلم المغربي "يوم وليلة" للمخرج نوفل براوي، بالجائزة الثانية، وعادت الجائزة الأولى الخاصة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة للفيلم التونسي "الأستاذ" للمخرج محمود بن محمود. وفي فئة الأفلام الوثائقية، واصل الفيلم المغربي الفرنسي البلجيكي"الشاي أو الكهرباء" للمخرج جيروم لومير، حصده للجوائز الدولية بنيله الجائزة الأولى للمهرجان، وحصل الفيلم المغربي الآخر "تينغيرالقدس، أصداء الملاح" لكمال هشكار، على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة. وتدور أحداث فيلم "يوم وليلة" حول امرأة أمازيغية "ثريا العلوي" ترغمها الظروف (مرض ابنتها وهجرة زوجها إلى العمل في المدينة) على السفر من المنطقة الجبلية المعزولة التي تقيم بها إلى الدارالبيضاء. وسط المدينة الوحش، ستتيه الزوجة، بعدما استنفذت كل محاولات الاتصال بزوجها، لتبدأ رحلتها مع المجهول، الذي سيحملها إلى عوالم أخرى تكشف عن التناقضات التي تحبل بها المدينة العملاقة. الفيلم من بطولة ثريا العلوي، وماجدولين الإدريسي، وعمر لطفي وآخرين. أما فيلم "الشاي أو الكهرباء" فيحكي قصة وصول الكهرباء إلى قرية معزولة في قلب الأطلس الكبير والتحولات المترتبة على الحياة اليومية لسكانها. ويعد الفيلم بمثابة رصد دؤوب ليوميات قرية "إيفري" في الأطلس الكبير، على مدى ثلاث سنوات، قضاها المخرج بين الأهالي وتابع معهم فصول ملحمة كبرى في حياتهم٬ تتمثل في مخاض وصول أسلاك الربط الكهربائي إلى البلدة المعزولة. مثل المغرب في هذه التظاهرة السينمائية، التي تهدف إلى التعريف بالفيلم العربي في أوروبا، ثلاثة أفلام كوميدية طويلة هي "الطريق إلى كابول" لإبراهيم الشكيري، و"يوم وليلة" لنوفل براوي، و"مروكي في باريس" لسعيد الناصري. وثلاثة أفلام قصيرة هي "ألوان الصمت" لأسماء المدير، و"الطريق إلى الجنة" لهدى بنيامينة، و"فوهة" لعمر مولدويرة. وفيلمان وثائقيان هما "تينغيرالقدس، أصداء الملاح" لكمال هشكار، و"الشاي أو الكهرباء" لجيروم لومير. وتعد الأفلام المغربية المشاركة في النسخة الثامنة للمهرجان من أنجح الأعمال التي أنتجت في الآونة الأخيرة، خصوصا الفيلمان الكوميديان الطويلان "الطريق إلى كابول" و"مروكي في باريس" اللذان تصدرا شباك تذاكر 2012، و"الطريق إلى الجنة"، و"فوهة" "تينغيرالقدس، أصداء الملاح" و"الشاي أو الكهرباء" لجيروم لومير، التي حصدت العديد من الجوائز الوطنية والدولية. ويهدف المهرجان، حسب منظميه، إلى تشجيع الإنتاج السينمائي والتعدد الثقافي والحوار بين الحضارات، من خلال عرض أفلام عربية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأخرى "أجنبية من أوروبا وأمريكا، تسلط الضوء على العالم العربي وقضاياه من وجهة نظر مخالفة بما يسمح بعرض مقاربة أخرى للواقع غير تلك التي اعتدناها". ومن خلال برمجة أكثر من 100 فيلم في عشرة أيام من العروض، نجح المهرجان، حسب منظميه، في تلبية أكبر قدر من الأذواق، إذ كان لهواة السينما الشرقية التقليدية فرصة لمشاهدة بعض الروائع التي عادت بالبعض إلى حقب خلت، وسمحت للجمهور الغربي باكتشاف مدى تقدم السينما المصرية في منتصف القرن الماضي. وبهذا الخصوص، يقول الطاهر حوشي "إن في هذه المشاهدة لهذه الأفلام القديمة فرصة من جهة، بالنسبة للشرقيين، لقياس مدى التقهقر الذي عرفه المجتمع المصري عما كان عليه في تلك الفترة، وبالنسبة للمشاهد الغربي لكي يعرف بأن السينما المصرية كانت ترقى في تلك الفترة إلى مستوى سينما هوليوود". من هذه الأفلام القديمة التي عرضها المهرجان "جميلة الجزائرية" ليوسف شاهين (عام 1958)، و"أيادي ناعمة"، لمحمود ذو الفقار (1963)، وفيلم "الأجنبي"، للوشيانو فيسكونتي (1967).