أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله٬ أمس الجمعة٬ على إعطاء انطلاقة أشغال بناء الموقع الصناعي المندمج الجديد بمدينة آسفي (محور الفوسفاط بآسفي)، الموجه لتطوير الأنشطة الكيماوية للمجمع الشريف للفوسفاط بالجهة. (ماب) وعلى غرار "محور الفوسفاط بالجرف الأصفر" بالنسبة للمحور الشمالي للفوسفاط (خريبكة -الجرف الأصفر)٬ سيساهم المركب الجديد في بعث دينامية بالمحور المركزي للفوسفاط بالمغرب، الذي يضم مناجم بن جرير واليوسفية (الكنتور). وسيتولى "محور الفوسفاط بآسفي"٬ الذي رصد له غلاف مالي قدره 30 مليار درهم٬ تدريجيا٬ استقبال كافة أنشطة الموقع الحالي للمجمع الشريف للفوسفاط بآسفي٬ وهو ما يشكل فرصة لتطوير القدرات الإنتاجية وإحداث خطوط جديدة لتصنيع منتجات مبتكرة. وسيمكن هذا الموقع الجديد٬ الممتد على مساحة 1300 هكتار٬ من تثمين الخصائص المتميزة لفوسفاط حوض (الكنتور) في مرحلة أولى٬ وفوسفاط حوض مصقالة بمنطقة الصويرة غير المستغل إلى يومنا هذا٬ في مرحلة ثانية. وسيخصص نشاط "محور فوسفاط آسفي" في جزء منه لتصنيع الأسمدة السائلة ومنتجات أخرى٬ إضافة إلى منتجات خاصة كالفوسفاط الغذائي والأحماض الخاصة وأسمدة تيراكتيف. وسيضم المركب المستقبلي خمس وحدات إنتاجية للحامض الكبريتي بطاقة 1,4 مليون طن في السنة لكل منها٬ ومحطة حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة 350 ميغاواط٬ وخمس وحدات لإنتاج الفوسفور بطاقة 450 ألف طن في السنة لكل منها٬ ووحدات لإنتاج أسمدة "دي . أ . بي"، و"تي . إس . بي"، و"إن . بي . كا"٬ ووحدة لمعالجة الحامض الفوسفوري٬ ووحدات لتصنيع منتجات خاصة ومبتكرة. وسيشتمل المركب الجديد٬ أيضا٬ على نظام لاستقبال وتوزيع لباب الفوسفاط ووحدة لانصهار الكبريت ومحطة لشفط مياه البحر ووحدة لتحلية مياه البحر. ويعتمد "محور الفوسفاط بآسفي، الذي سيقام قبالة ميناء المدينة الجديد٬ الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ حفظه الله٬ أمس٬ على إعطاء انطلاقة أشغال بنائه٬ على هذه البنية المينائية الجديدة لمعالجة تدفق الصادرات والواردات من المواد والمنتجات المرتبطة بتطوير هذا المحور. ورصد المجمع الشريف للفوسفاط مبلغا إجماليا قدره 3 ملايير درهم لبناء الأرصفة الموجهة لأنشطة المجمع بالميناء الجديد، التي ستبلغ طاقتها الاستيعابية 14 مليون طن سنويا٬ وستخصص الأرصفة الستة للمجمع الشريف للفوسفاط لمعالجة العمليات المرتبطة بالمواد السائلة والفوسفاط والأسمدة. وبمجرد دخول "محور الفوسفاط بآسفي" حيز العمل، سيتم تأهيل الموقع الحالي إلى قطب تكنولوجي حقيقي. هكذا سيضم المركب منطقة صناعية مخصصة لشركاء المجمع الشريف للفوسفاط٬ فضلا عن مركز للتكوين للعاملين. كما سيحتضن مركزا للأبحاث والتطوير مخصص للتكنولوجيات الجديدة في العديد من المجالات، منها الفوسفاط والطاقة والماء، واختبارات خطوط الإنتاج المبتكرة. وسيضم المركب كذلك مركزا لتكوين الكفاءات في مجال الصناعات الكيماوية. ويندرج هذا المركز٬ الموجود في طور الإنجاز بمبلغ إجمالي قدره 188 مليون درهم٬ في إطار برنامج للمجمع الشريف للفوسفاط يروم بناء خمسة مراكز لتكوين الكفاءات بمختلف مناطق تدخل المجمع (الجرف الأصفر٬ خريبكة٬بنجرير٬ العيون٬ آسفي). وسيوفر هذا المركز تكوينا مهنيا لأزيد من 1200 شخص في تخصصات ترتبط بالصناعة الكيماوية. وسيتوفر٬ على غرار المراكز الأخرى للمجمع٬ على قاعات دراسية وورشات تطبيقية ومختبرات وتجهيزات رياضية. من جهة أخرى٬ وفي إطار التزامه الاجتماعي والوطني٬ يساهم المجمع الشريف للفوسفاط في المجهود الوطني لتعليم أجيال المستقبل عبر معاهد الترقية الاجتماعية والسوسيو تربوية (إيبسي) الموجهة، بالخصوص، لأبناء المتعاملين مع المجمع. وأحدث المعهد مؤسستين تعليميتين في مدينة آسفي (التمهيدي والابتدائي)، تصل طاقتهما الاستيعابية الى 1600 تلميذ. ويعتزم بناء إعدادية ستمكن من تسجيل 540 تلميذا. وفي إطار تحسين شروط التمدرس في الوسط القروي ومحاربة الهدر المدرسي٬ اتخذ المجمع الشريف للفوسفاط عددا من الإجراءات على مستوى الجهة وتهم، بالخصوص، تحسين ظروف تمدرس وتنقل التلاميذ بالوسط القروي . هكذا، شرع المجمع الشريف للفوسفاط في بناء مرافق صحية ب45 مدرسة قروية، وإصلاح مدرسة سيدي سعيد عجنا في المدار الحضري المجاور للمجمع المكتب الشريف للفوسفاط بآسفي. وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك بزيارة للمعهد الابتدائي للترقية الاجتماعية والتربوية٬ قبل أن يشرف جلالته على التسليم الرمزي لحافلات للنقل المدرسي لمدارس بالعالم القروي، وعدد من الدراجات الهوائية لفائدة تلاميذ بالعالم القروي. وتم اقتناء هذه التجهيزات من قبل المجمع الشريف للفوسفاط لضمان ولوج سهل لتلاميذ العالم القروي لمدارسهم٬ في إطار عملية شمولية تهم توزيع 5000 دراجة هوائية، و25 حافلة .