انطلاقا من حرصه على تجسيد ثقافة “المقاولة المواطنة”، والاضطلاع الأمثل بمسؤولياته المجتمعية على مستوى مناطق الإنتاج، انخرط المكتب الشريف للفوسفاط في مجموعة من المبادرات، من ضمنها برنامج “مهارات م .ش ف”، الذي يروم توفير التكوين والدعم وإنشاء المقاولات لفائدة عشرات الآلاف من الشباب. وإلى جانب هذا البرنامج، الذي يسعى لتأهيل الشباب وتحفيز انخراطهم الفعال في النسيج السوسيو- اقتصادي، باشر المجمع عدة برامج تهم، بالخصوص، محاربة الهدر المدرسي، وإحداث معهد الترقية الاجتماعية والتربوية، التي يروم من خلالها المساهمة بشكل فاعل في الدينامية الاجتماعية التي تشهدها مناطق نشاطه، بالحواضر والقرى. ووفاء منه لمسؤوليته الاجتماعية، وحرصا منه على دعم التنمية المستدامة، سطر المكتب الشريف للفوسفاط سياسة تتسم بالدينامية بمختلف الجهات التي تحتضن مواقعه الإنتاجية بمدن خريبكة، وبن جرير، واليوسفية، والجرف الأصفر بالجديدة، وآسفي، والعيون، من خلال سعيه إلى تأهيل الشباب وتمكينهم من الانخراط الفعال في النسيج السوسيو- اقتصادي، إلى جانب دعم روح المقاولة والمبادرة الذاتية وتعزيز دينامية التشغيل. ويندرج برنامج “مهارات المجمع الشريف للفوسفاط”، الذي أطلق سنة 2011، في إطار استراتيجية إدراج الانشغالات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للسكان في الأنشطة المنجمية والصناعية للمجمع، بهدف تكريس الاستثمار الناجع في العنصر البشري وفق رؤية مجتمعية مستدامة. “مهارات م ش ف” برنامج طموح يروم تشجيع الكفاءة والتفوق يشكل تعزيز التشغيل في مناطق وجود المكتب الشريف للفوسفاط أحد أهم أهداف برنامج مهارات المكتب، من خلال عقد شراكات مع مختلف المؤسسات العمومية والخاصة من أجل تكوين ما لا يقل عن 150 ألف شاب ينتمون إلى السكان المقيمين بمناطق وجود مواقع المكتب، في إطار السعي إلى مصاحبة التفوق المهني للمترشحين، لاسيما عبر تمكينهم من امتلاك حسن الأداء والتحكم في تقنيات التواصل إلى جانب الاستفادة من تداريب عملية واكتشاف عالم المقاولة. ومن أجل بلوغ هذه الغاية، يعمل المكتب على مصاحبة المشاريع المحدثة لفرص الشغل، عن طريق تقديم مساعدات مالية وتقنية عبر عقد شراكات مع مؤسسات مالية وهيئات داعمة لإحداث المقاولة، وهو النهج الذي يسعى المجمع من خلاله إلى تمكين الشباب الحاملين للمشاريع من أن يصبحوا مقاولين حقيقيين قادرين على إنجاز أنشطة منتجة ومدرة للدخل بالمناطق التي توجد بها مواقع المجمع. كما يشمل برنامج “مهارات م ش ف”، تشغيل 5800 أجير بأحواض أنشطة المجمع في مختلف مهن المؤسسة، مع مراعاة ترشيح الشباب ذوي القرابة مع أطر ومستخدمي المكتب الشريف للفوسفاط، بما في ذلك أبناء المتقاعدين، وسكان المناطق المجاورة لمواقع الإنتاج، بهدف الجمع بين حاجيات التنمية الصناعية والانتظارات الاجتماعية والبيئية للسكان. ويهدف هذا البرنامج أيضا إلى توفير دورات للإنصات للشباب ومواكبتهم من خلال خلق مراكز في مدن تواجد المكتب (خريبكة وآسفي في مرحلة أولى)، وتحسين إطار عيش السكان من خلال إعادة تهيئة فضاءات سوسيو- ثقافية وأخرى للترفيه وكذا النهوض بالأنشطة الجمعوية وتشجيع الفاعلين المحليين على إقامة مشاريع خاصة بهم، إضافة إلى تعزيز النشاط المحلي للجمعيات مع شركاء معروفين وضمان استمرارية التنمية الصناعية للمكتب الشريف للفوسفاط من خلال التنمية البشرية بهذه المناطق. دعم مادي قوي للمترشحين من أجل ضمان نجاح هذا البرنامج يواكب المجمع الشريف للفوسفاط تكوين المترشحين من خلال تمكينهم من منح شهرية بقيمة 1200 و2000 درهم، وتحمل جميع المصاريف. كما يواكب المكتب المشاريع المنتجة لمناصب الشغل عبر مساعدات مالية وتقنية من خلال شراكات مع مؤسسات مالية وهيئات لدعم إنشاء المقاولات. وفي هذا الإطار، جرى التوقيع على 26 اتفاقية مع مختلف الشركاء. وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين الشباب حاملي المشاريع من أن يصبحوا مقاولين حقيقيين قادرين على خلق أنشطة منتجة لمناصب الشغل ومدرة للدخل. وجرى تحديد المستفيدين الأوائل من هذه المبادرة، حيث حصلوا على دعم تبلغ قيمته 20 ألف درهم لكل مشروع. وأتاح برنامج “مهارات م ش ف” الواعد، الذي تشرف عليه أطر وكفاءات المكتب الشريف للفوسفاط بتعاون مع شركاء آخرين ذوي خبرة وكفاءة عالية، في أقل من سنة، من تكوين، مع منح شهرية، 10 آلاف و700 شاب في 285 مسلكا متنوع على مستوى 65 مدينة. ومكن المشروع المكتب الشريف للفوسفاط من تشغيل 5800 شاب، ودعم ومصاحبة 52 مشروعا مقاولاتيا وجمعويا، كما جرى، في إطار هذا البرنامج الذي يتوقع، أيضا، خلق 12 مشروعا للقرب في حيي “البيوت”، و”بن جلول”، إنجاز 674 مقاولة للإنصات والتوجيه. ومن أجل ضمان مواكبة أفضل لهذا البرنامج، أحدث المكتب مركز “مهارات م ش ف” بخريبكة، الموجه لفائدة شباب المقيم قرب منشئاته بالمدينة، وأبناء متقاعدي المكتب والمستفيدين الحاليين من البرنامج . وسيشكل هذا المركز فضاء لتقاسم وتناسق المعارف وتطوير المهارات الذاتية والتلقين والخلق والابتكار ودعم إحداث المقاولات. كما سيوفر خدمات في مجال الإنصات إلى الشباب وتوجيهه وتكوينه خاصة في مهن المطعمة والفلاحة وتربية الماشية واللغات والإعلاميات ودعم المقاولة، إضافة إلى أنشطة متعددة سوسيو- ثقافية ورياضية. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المركز الذي سيفتح أبوابه في الدورة الثالثة من سنة 2012 حوالي 1000 شاب سنويا. وسيجري إحداث مراكز مماثلة في المدن الخمس الأخرى التي توجد بها منشئات المكتب الشريف للفوسفاط وهي بن جرير والجرف الأصفر والعيون وآسفي واليوسفية. برنامج “مهارات م ش ف” يساهم في محاربة الهدر المدرسي وسعيا منه إلى المساهمة الفعالة والنوعية في مجال التربية والتعليم، المكتب الشريف للفوسفاط الذي يعد أكبر مقاولة على الصعيد الوطني، في مجهود ذاتي يروم التصدي لظاهرة الهدر المدرسي ومحاربة الأمية، حيث رصدت لهذا الغرض، وفي إطار برنامج “مهارات م ش ف”، ميزانية قدرها 33 مليون درهم ممولة بكاملها من طرف المجمع. ويقوم هذا البرنامج النموذجي الموجه إلى 78 مؤسسة مدرسية في 26 جماعة قروية بدوائر خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، تحقيق هدفين أساسيين هما تحسين شروط التمدرس لتجنب الهدر المبكر بفضل رصد 23,13 مليون درهم مخصصة أساسا لتحسين البنيات التحتية المدرسية، من خلاء بناء 56 مطعما مدرسيا، وإعادة 56 مؤسسة مدرسية وبناء 78 جدارا للعديد من المدارس، وتهيئة 20 قاعة للتمريض تسهر على صحة التلاميذ. ويساهم المكتب أيضا في إحداث وتحسين وسائل النقل بالوسط القروي عبر وضع 25 حافلة مدرسية لفائد 30521 تلميذا، و13680 فتاة بالعالم القروي. وبالإضافة إلى برنامج “مهارات م ش ف” يعتبر انخراط المكتب الشريف للفوسفاط في النسيج الاجتماعي انخراطا مواطنا ونموذجيا تكسه بشكل جلي عدد من المنجزات من قبيل محطة معالجة المياه العادم بخريبكة ومشروع “المغرب سانترال”، ومعمل تحلية الماء بالجرف الأصفر، ونقل الفوسفاط عبر الأنابيب، بهدف الحفاظ على الثروة المائية، والمساهمة في اقتصاد الطاقة، والتقليص من انبعاثات الكربون. كما أن الاستثمارات الصناعية، التي تحرص على حماية البيئة، يذهب معظمها إلى مقاولات مغربية التي حصلت سنة 2010، على 10 ملايير درهم من طلبيات المكتب الشريف للفوسفاط. وتبرز هذه الاستثمارات، بوضوح، اهتمام المكتب الشريف للفوسفاط بضمان ظروف الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والرياضي والتربوي والثقافي للسكان المقيمين بضواحي مواقع منشآت المكتب. ويعتبر المكتب الشريف للفوسفاط أكبر مقاولة بالمغرب، إذ يشغل 20 ألف شخص بشكل مباشر، و40 ألف شخص بشكل غير مباشر. وتحقق المجموعة أيضا حوالي 3,5 من الناتج الداخلي الخام للمغرب، وربع مداخيله من التصدير. المكتب الشريف للفوسفاط: مساهم كبير في تحقيق الأمن الغذائي العالمي خريبكة (و م ع) – تقدم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الرائدة عالميا في مجال إنتاج وتصدير الفوسفاط وأسمدة ومواد فوسفاطية أخرى متنوعة، مساهمة كبرى في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، باعتبار الفوسفاط مادة أساسية لا محيد عنها بالنسبة للحياة البشرية والنباتية والحيوانية. وفي الواقع، تلعب منتوجات المكتب الشريف للفوسفاط دورا مهما في الإنتاج الفلاحي والأمن الغذائي العالمي، لكونها تزود الزراعات الغذائية بمواد حيوية، وتساهم في إعادة بناء تربة صحية. ويبقى الارتفاع المذهل في الإنتاج الفلاحي، الذي جعل “الثورة الخضراء”، واقعا ممكنا، والذي يعد ضرورة لتحقيق قفزة مماثلة في الإنتاج لتوفير الغذاء لسكان العالم، الذين يزداد عددهم عقد بعد آخر، رهين باستخدام الأسمدة الفوسفاطية بشكل ملائم وفي الوقت المناسب، حسب طبيعة المزج والكمية المناسبة. وبتوفيره لمجموعة واسعة من الأسمدة الملائمة، يقدم المكتب الشريف للفوسفاط للفلاحين الآليات الضرورية لتوفير الغذاء لسكان العالم، وبالتالي المساهمة في تحقيق نمو اقتصادي مستدام. ويمكن توفر المكتب الشريف للفوسفاط على مزيج مهم من الاحتياط العالمي للفوسفاط الموجود في غالبيته بحوض خريبكة ومحطات كيماوية ووحدات إنتاجية وأنشطة للبحث والتنمية على الصعيد العالمي، من الاستجابة بشكل مبتكر وذي مردودية لتزايد الطلب العالمي القوي على منتوجاته. ووقع المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يتوفر على أزيد من 140 زبون بالقارات الخمس، العديد من الاتفاقيات التجارية والصناعية مع الشركاء ، كالهند وباكستان والبرازيل وبلجيكا وألمانيا وتركيا والنرويج والولايات المتحدة تهم الإنتاج والتوزيع والهندسة. وعلاوة على دوره على الصعيد العالمي، يعتبر المكتب الشريف للفوسفاط الذي تأسس عام 1920 فاعلا رئيسيا في تنمية المغرب وإشعاعه الاقتصادي. كما يعد أكبر مقاولة بالبلاد حيث يشغل 20 ألف شخص بشكل مباشر و40 ألفا بشكل غير مباشر، ويمثل حوالي 5ر3 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب وربع مداخيل صادراته. ويعتبر المكتب الشريف للفوسفاط أيضا، مساهما حيويا في نجاح القطاع الفلاحي المغربي، الذي يمثل حوالي 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام في بلد تعتبر 40 في المائة من سكانه قرويين. وتعد هذه المقاولة كذلك أكبر داعم للمخطط الوطني للتنمية الفلاحية “المغرب الأخضر”، خاصة عبر مساهمتها في إنجاز بطاقات مفصلة لخصوبة الأراضي لفائدة الفلاحين المغاربة. كما أحدث المكتب الشريف للفوسفاط “صندوق الابتكار للفلاحة” الذي يمول مقاولات مبتكرة في المجال الفلاحي. والتزاما بمسؤوليته الاقتصادية والاجتماعية، انخرطت المجموعة في استثمارات جوهرية في البنيات التحتية الاجتماعية والخدمات لفائدة الجماعات والجهات التي توجد بها مواقعها المرتبطة بالاستخراج والإنتاج. وأطلقت أخيرا، برنامج ” مهارات م ش ف “الذي يروم تقديم التكوين والدعم من أجل إحداث مقاولات لعشرات الآلاف من الشباب المغاربة. كما يساهم المكتب الشريف للفوسفاط بشكل نشيط في التنمية المستدامة والإيكولوجية للمغرب. وانخرطت المجموعة في أوراش كبرى تهم البنيات التحتية والابتكارات التقنية ونقل المعادن إلى معامل تصنيع الأسمدة، التي ساهمت بشكل ملحوظ في تخفيض أثر أنشطته على البيئة. وتبقى بذلك الانشغالات الاجتماعية والبيئية ضمن صدارة فلسفة المجموعة في مجال الابتكارات التقنية والتكنولوجية. وأنتج المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يعد أول منتج عالمي لهذه المادة، 26 مليون طن من الفوسفاط في عام 2010، ويتوفر على 4 مواقع لاستغلال المعادن ومحطتين كيماويتين. وتتطلع المجموعة، من خلال برنامج طموح للاستثمار، الى مضاعفة قدراتها الاستخراجية (55 مليون طن)، باستثمار يقدر ب25 مليار درهم في أفق 2020. خريبكة (و م ع) | المغربية