■ هشام الحمام خصص المكتب الشريف للفوسفاط أيام الأسبوع المنصرم من الشهر الجاري ، للتواصل مع الصحافة الوطنية الناطقة باللغة العربية عبر زيارات ميدانية ، استهدفت أربع مناطق تابعة للمكتب على التوالي و هي : الجرف الأصفر ، أسفي ، خريبكة و اليوسفية . وتندرج هذه الأيام التواصلية ضمن إستراتيجية المكتب، و المخطط التواصلي الذي سطرته مديرية التواصل ب م ش ف المحدثة شهر يونيو 2007 ، و الرامي إلى مد جسور التواصل المواطن مع الرأي العام بغية الانفتاح على المحيط، و غسل الدهان الذي اتخذ و لسنوات خلت لون التكتم و الانغلاق حتى نعت بالمؤسسة العسكرية . التواصل و البيئة ، كانا محورا النقاش الذي جميع أطر إدارة المكتب ب ممثلي الصحافة الوطنية و المحلية بكل النقط التي تمت زيارتها. إذ اتضح ذلك جليا من خلال مداخلات الصحفيين التي انصبت حول هذا الانفتاح الفجائي، بعد قطيعة سابقة اتسمت بفقدان الثقة وغياب مخاطبين محلين ، يتمكن من خلالهم ممثلي المنابر الإعلامية الاستفسار عن الأحداث ونقل التوضيحات للمواطنين حول ما يجري بداخل المنشئات الصناعية التابعة لأقوى مؤسسة اقتصادية في المغرب. والتي شكلت إلى جانب السياحة و البناء إحدى قاطرات التنمية الإقتصادية ، كما لعبت دورا مركزيا في خمس جهات بالمملكة حيث تتواجد ثلاثة مراكز منجمية و مركبين كيماويين بخلق الثروات و مناصب شغل . وقد شكلت الزيارات الميدانية للمواقع الفوسفاطية السالفة الذكر فرصة حقيقية للوقوف عن كثب على مجموعة من الحقائق و المعطيات التي لطالما حاولت الصحافة الاستفسار عنها في وقت سابق .و للإشارة ، فإن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تصنف الأولى عالميا من حيث تصدير خماسي أكسيد الفوسفور و الحامض الفوسفوري و الفوسفاط الخام و الثالثة في تصدير الأسمدة الصلبة من خلال استغلالها لما يفوق 85 مليار متر مكعب و هو ما يمثل 75 % من الاحتياطي العالمي .ويستفيد المجال الزراعي من نسبة 85 % من الأسمدة التي ينتجها المكتب و يستخلص من 15 % مواد تعنى بمجالات مختلفة : التنظيف ، التغدية ، الصناعة ، ... . و لتوفير حاجيات السوقين الداخلي و الخارجي من الفوسفاط ومشتقاته. و يشغل المكتب الشريف للفوسفاط 17.677 عاملا (وفق احصائيات 2006) موزعة كالآتي : 65 أعوان ميدانيين ، 30 تقنيين و أطر إدارية و 5 مهندسين موزعين على 4 مناجم ( أولاد عبدون ، بوكراع ، الكنتور و مسقالة ) و 4 موانئ ( الجرف الأصفر ، أسفي ، العيون ، الدارالبيضاء ) و موقعين كيميائيين بكل من أسفي و الجرف الأصفر .المركب الكيماوي للجرف الأصفر بالجديدة : أكبر موقع كيميائي مندمج في العالم ، إذ يعود تاريخ الإنتاج به إلى سنة 1986، و يمكن المؤسسة من تحويل ثلث الإنتاج الوطني من الفوسفاط إلى حامض فوسفوري ، ثم إلى أسمدة . وتستفيد من صادرات المكتب التي تقدر بحوالي 97 % من هذا الإنتاج 35 دولة موزعة على خمس قارات . كما ينتج سنويا ما يفوق عن 2 مليون طن من الحامض الفوسفوري، و 3 ملايين طن من الأسمدة الصلبة و 150الف طن من الحامض الفوسفوري الخالص، يتم شحنها عبر مينائه الذي يعد أول ميناء لنقل المعادن و ثاني أكثر الموانئ الوطنية أهمية من حيث حجم المبادلات .ويعد الجرف الأصفر أول أرضية كيماوية في العالم، تعمل بكل حرص على إدماج المتطلبات الداخلية و الخارجية في مجال الصحة و البيئة والسلامة و الجودة تبعا للمعايير الدولية، إيزو9001 بالنسبة للجودة و إيزو 14001 بالنسبة للبيئة. علاوة على شهادة إيزو 17025 التي حصل عليها مختبر التحاليل في أفق اعتماد نظام تدبير الوقاية والسلامة وفقا للمعيار الدولي " أوساس 18001 " ،و تركيب نظام شامل ومدمج للجودة و السلامة و البيئة للتقليص من حدة الثلوت ، حيث بلغت الاستثمارات المخصصة لحماية وتدبير البيئة بالجرف الأصفر للفترة ما بين 2007/2009 أزيد من 500 مليون درهم ، و تهم بالأساس إنجاز مشروعي تحلية مياه البحر و تقنية استرداد الطاقة، بالإضافة إلى اقتناء محطتين من أجل قياس جودة الهواء و تطبيق أنظمة لتدبير النفايات الصلبة و مراقبة انبعاثات وحدات الإنتاج ووضع حزام أخضر حول المركب مع الالتزام بغرس 20 ألف شجرة سنويا .وفي هدا الصدد أشار مسؤول بالجرف الأصفر إلى أن المركب يعد أهم مشغل في المنطقة بأزيد من 3200 عامل خمسهم من أبناء المنطقة ، و يستفيدون من الخدمات الاجتماعية التي يقدمها المكتب و التي تشمل جوانب عدة منها السكن ، طب التشغيل و الترفيه .مدينة أسفي أول موقع كيميائي بالمغرب شكل المركب الكيماوي بأسفي ، المحطة الثانية التي وقف عندها الوفد الصحفي يوم الثلاثاء 22 يناير 2008 أثناء جولته. حيث قام بزيارة تفقدية لمختلف وحدات المركب، و التي من خلالها استطاع ممثلي مختلف المنابر الإعلامية الوطنية و المحلية معاينة الوحدات الصناعية بالمركب ،و الاطلاع عن قرب على معظم المراحل الصناعية التي يقطعها الفوسفاط ، كما قدمت للجميع شروحات حول آليات العمل بالوحدات الصناعية من لدن أحد المهندسين و العمال. و يعد مغرب فوسفور أسفي، أولى الوحدات الصناعية المغربية الخاصة بتصنيع مشتقات الفوسفاط المستخرج من مدينة اليوسفية، كما يشغل أزيد من 2800 عامل ومستخدم و إطار من بينهم 126 مهندسا . وينتج حوالي 1400000 طن من الحامض الفوسفوري وحوالي 750000 طن من الأسمدة، و يحول حوالي 40 % من الإنتاج إلى أوروبا فيما تتجه حوالي 40% إلى آسيا و16 % إلى أمريكا. و من أجل المزيد من التوضيح حول عمل المركب و مدى تأثيره على الجانب البيئي ،قدم حسن ريبوحات رئيس قسم التسيير الإداري بالمركب الكيماوي بأسفي عرضا ركز من خلاله بالأساس على إسهامات المركب المواطنة، و الرامية إلى تقليص نسبة الانيعاثات الناجمة عن نشاطه إلى النصف دون المساس بوثيرة الانتاج بتكلفة مالية تفوق 155 مليون درهم . كما قدم إشارات حول مناهج الجودة التي مكنت مركب أسفي من حصوله على شهادة الجودة وفقا لمعايير إيزو 9001/2000 لفائدة 11 وحدة إنتاجية ، وشهادة المصداقية و الكفاءة طبقا لمعيار إيزو 170025 و شهادة إيزو14001 .و في السياق ذاته أشار حسن ريبوحات إلى حرص إدارة المركب على تتبع النفايات و الإفرازات الغازية التي تقذف بها مداخن الوحدات الصناعية للمركب، و التقليص من حدتها من خلال إحداث وحدة جديدة لإنتاج الحامض الكبريتي و مزودة بأحدث ما جادت به التكنولوجيا .و لتأكيد انخراط المكتب في حماية البيئة عمد إلى خلق مناطق خضراء مجاورة للمنشئات الفوسفاطية و بالتالي تمت برمجة غرس 125 ألف شجرة بأسفي تشمل المدار الحضري لأسفي و كدا محيط المركب . كما عمد المكتب إلى اقتناء أراضي مجاورة من أجل الحد من المد العمراني الذي يتجه صوب المركب ، حماية للساكنة من أية أخطار قد تحدث .أما فيما يتعلق بالنفايات التي يتم صرفها في البحر قال عبد الرحيم النظيفي مدير المركب الكيماوي بأسفي ، أن المكتب بصدد دراسة إمكانية تعديل أنبوب الصرف ،و أن ليس هناك تأثير على مياه البحر خاصة و أن مادة الفوسفو جبس التي تقدف في البحر هي مادة قاعدية، و أن عملية الغسل المزدوج التي تمر منها تقلص من حدة خطورتها . و عن الغازات التي تلفض في الهواء أشار إلى أنها عبارة عن بخار الماء بنسبة 95 % و الباقي عبارة عن غازات لا تأثير لها على الصحة .غير أن أحد الفاعلين النقابيين بالمدينة في تصريح "أسيف " أكد على مدى تأثير الغازات المنبعثة من الوحدات الصناعية بالمركب على صحة العمال و كدا الساكنة المجاورة وخاصة الغازات الأتية : S03 ثالث اوكسيد الكربون SO2 ثاني اوكسيد الكبريت NHS الامونياك H2S الهيدروجين الكبريتي F الفليور الإشعاعات radioactive فاناديوم غبارالسليس silice –الارسونيك arsenic الضجيج المضر....و من تأثيراتها إصابة الجهاز التنفسي –الربو-الالتهابات الجلدية والأعضاء التنفسية –هشاشة العظام و الأسنان وألام المفاصل و الظهر و العنق –الحساسية الجلدية –تأثيرات على الدم-تساقط الشعر-التليفات الرئوية-الصمم الناتج عن الضجيج المضر-التهابات الكبد الفيروسية المهنية- علاوة على التشوهات التي أصبحت تعرفها بعض الحيوانات التي تخلق بالمنطقة .مدينة خريبكة عاصمة فوسفاطية عالمية و أول موقع منجمي بالمغرب بلغ الفوسفاط المستخرج من مناجم خريبكة الذي يتم تصديره إلى الخارج عبر ميناء البيضاء 18.05 مليون طن برسم سنة 2007 ،أي ما يعادل سعة إنتاجية سنوية تقدر ب 19 مليون طن . ذلك فضلا عن كون المنطقة تتوفر على أكبر احتياطي هام من الفوسفاط، خول للمكتب أن يكون مهد إحداث قطب حيوي بمدينة خريبكة منذ سنة 1921 .و أفادت معطيات قدمها أطر مديرية الاستغلالات المنجمية بخريبكة ،أنها تشغل حوالي 5140 شخص في منطقة تقدر ساكنتها بحوالي 200 ألف نسمة ،و يستفيدون من خدمات المكتب المتنوعة و التي تشمل ما هو الصحي واجتماعي و رياضي من خلال توفير البنيات التحتية و الدعم المادي . كما عمل المكتب في إطار التنمية المستديمة على إنشاء محاور طرقية لأجل فك العزلة على القرى المجاورة للمناجم .و بخصوص الإستراتيجية البيئية للمجموعة بمنطقة خريبكة ، فهي تعد ضمن أولويات المجموعة و يتجسد ذلك من خلال تهيئ المطارح العمومية، بالاضافة إلى تخصيص مبلغ مالي يقدر ب 340مليون درهم للتخفيف من حدة مخلفات إنتاج مادة الفوسفاط . كما تمت برمجة عملية تشجير2500هكتار بغرس 2 مليون شجرة .و أوضح مسؤول بالمديرية المنجمية، أنه و للحد من تسرب الغبار من معامل التنشيف ،تم تجهيزها بمدخنات عصرية. كما تم القضاء على قنوات الوحل، و ذلك بإنشاء سدود لتجمع مياه الغسل بالإضافة إلى اعتماد تقنيات جديدة في استعمال المتفجرات للتقليل من الاهتزازات الأرضية .