أخذت النقطة المتعلقة بالانفتاح على وسائل الإعلام حيزا مهما في النقاش الذي جمع الإدارة المحلية للمركب الكيماوي بآسفي بممثلي الصحافة الوطنية والمحلية والذي جاء بعدما أقدمت مديرية التواصل بالمكتب الشريف للفوسفاط المحدثة خلال شهر يونيو من السنة الفارطة على تنظيم زيارات ميدانية لبعض المركبات الكيماوية ببعض المدن المغربية قام بها مجموعة من ممثلي الصحافة الوطنية والمحلية حيث استفاد المركب الكيماوي بآسفي من هذه الزيارة طيلة يوم الثلاثاء 22 يناير 2008 . وقد انصبت أغلب تدخلات ممثلي وسائل الإعلام على طريقة تعامل المسؤولين مع الصحافة التي كانت تتسم بفقدان الثقة بين الطرفين ووجود هوة كبيرة بين مسؤولي هذه المركبات الكيماوية وممثلي الصحافة وذلك في غياب مخاطب خصوصا عندما يتعلق الأمر بالاستماع إلى الرأي الآخر ، حيث اعتبر المسؤولون على أن هذا اللقاء بمثابة بداية مد جسور التواصل ارتباطا بالسياسة الجديدة للمكتب والتي ابتدأت بخلق مديرية للتواصل هدفها خلق التواصل بين الإدارة والصحافة .وكانت الزيارة هاته التي شملت بعض الوحدات الصناعية داخل المركب الكيماوي بآسفي فرصة حقيقية لطرح العديد من القضايا والمشاكل بين ممثلي وسائل الإعلام والإدارة وأيضا الاسئلة التي ظل الرأي العام المحلي بآسفي إلى جانب ممثلي الصحافة ينتظران إجابات عنها في وقت سابق.فخلال هذا اللقاء الذي عقد داخل المركب أثناء زيارة الوفد الصحفي لهذا الأخير بين المسؤولين والصحافة، أكد بوشعيب اليافي عن مديرية التواصل بالمكتب الشريف للفوسفاط على أن الموارد المستغلة من قبل المكتب وصلت إلى 85 مليار متر مكعب ،وهو ما يمثل 75% من الاحتياطي العالمي ، وأن الإنتاج قد بلغ 27،39 مليون طن سنة 2006 ، مبرزا على أن 85% من الفوسفاط تستعمل في إنتاج الأسمدة الفوسفاطية ،و 15% كحامض فوسفوري مصفى وفوسفور أولي ، وأن صادرات الفوسفاط تمثل 15% من قيمة الصادرات المغربية حيث بلغت سنة 2005 حوالي 27،25 مليون طن ،وسنة 2006 حوالي 27،39 مليون طن ، ووصلت كمية الفوسفاط الخام حوالي 13،5 مليون طن .وأضاف اليافي على أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعتزم استثمار 17 مليار درهم قبل سنة 2011 من خلال خلقها لمشاريع تنموية ، علاوة على تدخلها في بعض القطاعات كالرياضة وحماية البيئة وذلك بتخصيصها لمبالغ مالية مهمة منها 92 مليون درهم لفائدة الأندية الرياضية ، إضافة إلى قيامها بعمليات التشجير التي وصلت إلى غرس 3 مليون و502 ألف و788 شجرة ، مشيرا إلى الالتزام بالمواطنة من خلال برنامج الدعم لإنشاء المقاولات ،ومواكبتها إذ بلغ عدد المقاولات المستفيدة إلى غاية سنة 2006 حوالي 123 مقاولة .فحسب الإحصائيات الخاصة بالمركب الكيماوي بآسفي ،فإن هذا الأخير يشغل حوالي 9785 مستخدما من بينهم 125 مهندسا ، ويقوم بتحويل أزيد من 6 ملايين طن من الفوسفاط سنويا، 3 ملايين طن تستخرج من مناجم مدينة اليوسفية، و3 ملايين طن المتبقية من مناجم مدينة ابن جرير ،وتبلغ ميزانيته حوالي 528 مليون درهم .واستعرض حسن ريبوحات رئيس قسم التسيير الإداري بالمركب الكيماوي بآسفي في مداخلته خلال هذا اللقاء الجانب البيئي ،والإسهامات المواطنة ،وبعض الإشارات في مناهج الجودة التي مكنت من حصول المركب الكيماوي على شواهد ،منها حصوله على شهادة الجودة طبقا لمعايير ايزو 9001/2000 لأحد عشرة مصلحة إنتاجية وإدارية ، وشهادة المصداقية والكفاءة طبقا لمعيار ايزو 170025 ، وشهادة ايزو 14001 ، مبرزا على أن المركب يعتمد أنجع التقنيات الممكنة ومتابعته ومراقبته الرقمية للمنشآت، ونهجه للتدبير البيئي المطابق لمعيار iso14001 ،وانخراطه في بروتوكول كيوتو والبروتوكول الدولي .ولم تفت الفرصة رئيس قسم التسير الإداري دون التذكير بمؤشرات تتبع النفايات التي حصرها في تقليص إصدارات غاز so2 ، وإحداث وحدة جديدة لإنتاج الحامض الكبريتي ،وإغلاق وحدتين قديمتين بمغرب فوسفور 1، وإحداث وحدة جديدة لإنتاج الحامض الكبريتي ،واغلاق ثلاث وحدات قديمة بمغرب فوسفور 1 وكيماويات المغرب من أجل تقليص انبعاث ثاني أوكسد الكبريت والانسجام مع بروتوكول كيوتو حيث انطلقت هذه الأشغال أواخر سنة 2006 .وانصبت مداخلات ممثلي الصحافة الوطنية والمحلية على مجموعة من القضايا منها على الخصوص مشروع الميناء المعدني الذي أشار في شأنه عبدالرحيم النظيفي مدير الصناعات الكيماوية مغرب فوسفور آسفي إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط قد أخذ على عاتقه الدراسات التقية لهذا الشروع ،مبرزا على أنه في الوقت الراهن هناك نقاشات تحت إشراف الوزارة الوصية والمكتب الوطني للكهرباء حول هذا المشروع الذي من المنتظر أن يتم إنجازه جنوب المركب بحوالي 10 كلمترات ، مضيفا فيما يخص الاستعمال المفرط للمياه الصالحة للشرب من قبل المركب على أن هذا الأخير يستغل مياه البحر بشكل كبير وليست المياه الصالحة للشرب، مقدما للحضور النسب المائوية التي تهم هذا الاستعمال والتي حصرها في حوالي 97% من المياه المستعملة التي هي مياه البحر، أما المياه الصالحة للشرب فلا تتعدى نسية استعمالها 3% ،حيث تصل كمية مياه البحر المستعملة حوالي 20 مليون متر مكعب .ومعلوم أنه من ضمن المشاكل التي يصادفها ممثلو وسائل الإعلام والرأي العام الغموض الذي يلف الدراسات والأبحاث التي تهم نسب التلوث الذي يرمي به المركب وإحجام الإدارة على نشر تقارير هذه الأبحاث والدراسات وإخراجها الى الرأي العام حيث كانت هذه النقطة محور العديد من التدخلات والتي أشار في شأنها المدير إلى أن آخر دراسة أنجزت سنة 1997 ،مقدما وعده على أنه سيتم الإعلان عن نتائج الدراسة التي ستنجز قريبا عبر بلاغات صحفية والتي من خلالها سيتم التعرف على التغييرات التي قد تطرأ بعد عشر سنوات من دراسة 1997 ، أما عن الأنبوب الضخم الذي يرمي بالنفايات السائلة في البحر والذي يتواجد في مكان يسهل رؤيته من قبل السياح الذين يتوافدون على مصطاف الصويرية القديمة ، فقد أكد المدير على أن هناك مجهودات من أجل إخفاءه مع العلم أن النفايات التي يرمي بها تتكون على الخصوص من مادة الجبس التي اعتبرها مادة محايدة لكونها ليست بقاعدية ولا حامضية ، مشيرا إلى أنه يتم التفكير في تقوية تصفية مادة الجبس قبل أن يرمى بها في البحر عبر الغسل المزدوج ، كما أن المكتب يضيف المدير يقوم باقتناء الأراضي المجاورة للمركب من خلال تخصيصه لهذه العملية لمبلغ يصل إلى 80 مليون دهم وذلك تفاديا لوقوع أخطار قد تصيب الساكنة المجاورة ، معتبرا على أن الغازات المنبعثة من المداخن ماهي إلا بخار الماء.