يقوم المجمع الشريف للفوسفاط بإنجاز عدة مشاريع صناعية في المجال الكيماوي وفي مجال التنمية المستدامة بالمركب الكيماوي (مغرب فوسفور آسفي)،وذلك في إطار حرصه على تنويع منتجاته الفوسفاطية وحماية البيئة بالمدينة. وأفادت معطيات تضمنها ملف إخباري تم تقديمه ،اليوم الخميس بالمركب على هامش لقاء تواصلي مع ممثلي عدد من المنابر الإعلامية الوطنية ،بأن هذه المشاريع تهم "مشروع المعمل الأخضر" الذي يتضمن تعويض خمس وحدات إنتاجية قديمة لم تعد فعالة بوحدتين لإنتاج الحامض الكبريتي بقدرات إنتاجية عالية،ستكلفان استثمارات بقيمة مليار و65 مليون درهم،فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية لكل وحدة 3410 طن. وستعمل هاتان الوحدتان (شرع في العمل بإحداهما في أكتوبر من السنة الماضية في حين سيشرع في العمل بالوحدة الثانية في افق 2012)،بتقنية امتصاص واسترجاع الحرارة لتمكنا بذلك من إنتاج بخار يتم تحويله إلى طاقة نظيفة في وحدة حرارية جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية خصص لها مبلغ 630 مليون درهم وستمكن من إنتاج طاقة حرارية تصل إلى 32 ميغاوات. وستعمل هذه الطاقة المنتجة على تغطية حاجيات المركب الكيماوي بآسفي،وسيمكن جزء منها من مد وحدة جديدة لتحلية ماء البحر بالطاقة. كما أن هذه الوحدة الخاصة بالتحلية التي تم تخصيص مبلغ 650 مليون درهم لبنائها،ستمكن من تحلية 26 مليون متر مكعب من الماء سنويا،الشيئ الذي سيتيح اقتصاد 12 مليون متر مكعب من مياه السدود التي يتم استهلاكها حاليا من طرف المركب الكيماوي بآسفي. وإلى جانب المشاريع السالفة الذكر،يعمل المجمع الشريف للفوسفاط على وضع تصور صناعي جديد لأنشطته بغية الحد من كل أشكال التلوث بمدينة آسفي،حيث سيقوم بدراسة أنجع السبل لتدبير الجبس الذي يطرح حاليا في البحر،وذلك من أجل تبني أفضل وسيلة لتصريفه مع الحد من ثأثيراته البيئية. وتؤكد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أن هذا المشروع الصناعي المتكامل والمتلائم مع بروتوكول كيوتو يبرز حرصها والتزامها ب"الإنتاج الأخضر"،كما يجسد الوعي بالمسؤولية البيئية التي تتحملها حتى خارج مركبها الكيماوي بآسفي حيث تمنح الأولوية لحماية التوازنات البيئية للمنطقة وضمان سلامة الساكنة،فضلا عن كون كافة المشاريع التي تنجزها تحترم المعايير البيئية الوطنية والدولية وتستعمل الحلول التكنولوجية المتطورة من أجل التقليص ،بصفة مستدامة ،من كافة أشكال التلوث بآسفي. يذكر ان المجموعة عملت ،بحلول سنة 2007 ،على توقيف عملية نقل الأمونياك عن طريق قناة تخترق المدينة انطلاقا من الميناء وصولا إلى المركب الكيماوي وذلك لإبعاد خطر نقل هذه المادة عن المناطق السكنية. ومستقبلا،سيتم تزويد وحدات الإنتاج بالفوسفاط مباشرة بواسطة أنبوب قادم من اليوسفية. وبهذه الطريقة سيتم الحد من الغبار المنبعث من الفوسفاط،كما سيمكن توقف وحدة غسل الفوسفاط ،فيما بعد ،من توفير كميات إضافية من الماء. وقد تميز هذا اللقاء التواصلي الذي حضره والي جهة دكالة-عبدة وعامل إقليمآسفي السيد العربي صباري حسني ومدير المركب الكيماوي (مغرب فوسفور آسفي) وعدد من أطر المؤسسة،بتقديم عروض سلطت الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه هذه المجموعة الرائدة في النسيج الاقتصادي الوطني وكذا على المجهودات والتدابير المتخدة،خاصة في مجالات حماية البيئة والسلامة واستعمال أحدث التقينات في كل مراحل الاستخراج والإنتاج والتسويق. كما تم تنظيم زيارة استطلاعية لمختلف المرافق والوحدات الإنتاجية التي يتوفر عليها المركب الذي يعد أقدم حظيرة للصناعة الكيماوية بالمغرب.