انطلق العمل بالمركب الكيماوي "مغرب فوسفور آسفي" بوحدة جديدة لإنتاج الحامض الكبريتي تطلب تشييدها ثلاث سنوات وكلفت نحو 730 مليون درهم. وأوضح مدير المركب الكيماوي "مغرب فوسفور آسفي" السيد سعيد كوزرو، خلال لقاء تواصلي حول "التنمية المستدامة" نظمه المركب أمس الخميس بآسفي بحضور ممثلي مختلف السلطات المحلية والمنتخبين وممثلي عدد من المنابر الإعلامية، أن هذا الإنجاز الصناعي يعد مكسبا مهما في مجال المحافظة على البيئة، مشيرا إلى أن هذه الوحدة التي تمت زيارتها على هامش اللقاء، ستعمل بتقنية امتصاص واسترجاع الحرارة وتتيح بالتالي إنتاج بخار سيتم تحويله إلى طاقة نظيفة في وحدة حرارية جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية يجري تشييدها حاليا. وقال السيد كوزرو إن هذا الإنجاز يندرج في إطار السياسة البيئية التي تنتهجها المؤسسة على الصعيد المحلي، والتي تروم التحكم في التأثير البيئي لأنشطة الإنتاج مع مطابقة المعايير الوطنية والدولية والتحسين المستمر في مجال المحافظة على البيئة وكذا تحسين الاتصال على المستوى الداخلي والخارجي، مشيرا إلى مجموعة من الاجراءات المعتمدة في هذا الإطار من قبيل تقييم التأثيرات البيئية واعتماد التكنولوجيا الملائمة والسليمة بيئيا وتحسين الكفاءة والاحترافية للمستخدمين والمتابعة والمراقبة الرقمية للمنشآت والتوفر على نظام للتدخل السريع لمنع وقوع الحوادث أو التخفيف من وطأتها. وقدم مدير المركب بعض المنجزات التي تم تحقيقها ومن بينها بناء محطة جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية في كيماويات المغرب سينطلق العمل بها في شهر يوليوز المقبل وترحيل إنتاج الأسمدة الآزوتية إلى مركب الجرف الأصفر وتحيين دراسة تأثير النشاط الصناعي للمركب (في طور الإنجاز من طرف مكاتب دراسات دولية) ودراسة تهيئة مطرح النفايات الصلبة الصناعية (في طور الإنجاز) والمساهمة في مشاريع بيئية داخل مدينة آسفي كتهيئة الحدائق وغرس المجالات الخضراء. ومن جهته، اعتبر والي جهة دكالة-عبدة وعامل إقليمآسفي السيد العربي الصباري حسني أن تنظيم المركب الكيماوي مغرب فوسفور آسفي لهذا اللقاء مناسبة للتعريف بالجهود التي تبذلها هذه المؤسسة في سبيل الرفع من الإنتاجية والتنافسية مع العمل على المحافظة على البيئة، مشيرا إلى أن المجمع الذي يعتبر الفاعل الاقتصادي الأول على مستوى الجهة والإقليم من خلال رقم معاملاته وحصته في السوق الدولية، يعمل حاليا على تنفيذ برامج استثمارية "جد طموحة سيتكون لها نتائج إيجابية على محيطها البيئي". ونوه والي الجهة بالجهود التي بذلها المجمع الشريف للفوسفاط خاصة في دعم برنامج شواطئ نظيفة من خلال احتضان شاطئ "الصويرية القديمة" الذي تمكن من الحصول على جائزة الالتزام 2006 وجائزة المبادرة 2009 واللواء الأزرق سنوات 2007 و2008 و2009، وكذا مساهمته في عملية غرس 100 ألف شجرة المبرمجة في اطار الاتفاقية المبرمة بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومجلس جهة دكالة-عبدة والمجلس الحضري لآسفي والمجمع الشريف للفوسفاط. وفي سياق متصل، استعرض والي الجهة بعض البرامج الوطنية ذات الصلة بموضوع الحفاظ على البيئة الجاري تنفيذها بإقليمآسفي والتي تهم التطهير السائل وتصفية المياه العادمة وتدبير النفايات المنزلية والمماثلة والتأهيل البيئي للمدارس القروية الذي خصص له مبلغ 39 مليون درهم والتأهيل البيئي للمساجد الذي رصد له مبلغ 5ر7 مليون درهم. يذكر أن هذا اللقاء التواصلي عرف تقديم شريط تسجيلي يؤرخ لتدشين المركب الكيماوي "مغرب فوسفور آسفي" سنة 1965 من طرف جلالة المغفور له الحسن الثاني، بالإضافة إلى عروض حول "برنامج العمل البيئي" للمؤسسة التي تعد أول منشأة كيماوية بالمغرب لتحويل الفوسفاط و"سياسة المجمع الشريف للفوسفاط في مجال التنمية المستدامة".