أشاد وزراء خارجية مجموعة حوار (5 زائد 5) لبلدان غرب المتوسط بنتائج الملتقى الأول للمبادرة المغربية الإسبانية للوساطة في المتوسط٬ المنعقد يومي 11 و12 فبراير الماضي بمدريد والذي بحث عدة مواضيع من بينها إقامة شبكة تخصص للوساطة في منطقة المتوسط. ورحبت الدول الأعضاء٬ في البيان الختامي الصادر مساء أمس الثلاثاء بنواكشوط في أعقاب الاجتماع العاشر لوزراء الخارجية٬ بدعم الشركاء الإقليميين والدوليين لهذه المبادرة التي تطورت في إطار القرار 65 -283 للجمعية العامة للأمم المتحدة٬ والتي سينعقد اجتماعها القادم يومي 8 و9 يوليوز المقبل بالرباط. وأوضح البيان أن هذا المشروع " يبرهن على التزام ومساهمة بلدان المتوسط في الجهود الدولية لحفظ السلام والأمن في العالم عموما وفي منطقة المتوسط بشكل خاص". كما نوه الوزراء بالمبادرات المتخذة في مجال التربية والتعليم العالي في إطار مجموعة ( 5 زائد 5) وبالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط٬ وحيوا الانطلاقة الفعلية لمشروع إنشاء جامعة أورو- متوسطية في مدينة فاس٬ معتبرين بأنها" ستساهم في الارتقاء بالحركية والتبادل وتطوير البحث بين مؤسسات التعليم العالي بضفتي المتوسط". وعبر رؤساء الدبلوماسية في البلدان العشرة عن ارتياحهم لمقترح المغرب الهادف إلى توسيع مجموعة حوار (5 زائد 5) أمام هيكل حكومي جديد باحتضان أول اجتماع وزاري خاص بالتعليم العالي والبحث العلمي خلال شهر يونيو المقبل. كما أثنوا على نتائج مؤتمر التعاون في مجال مراقبة الحدود في منطقتي الساحل والمغرب العربي٬ المنعقد في مارس الماضي بالرباط٬ والذي يندرج في إطار تعزيز التعاون البيني الإقليمي حول كافة الأوجه التي من شأنها تطويق مخاطر التهريب غير المشروع والجريمة المنظمة والأعمال الإرهابية في المنطقة. وفي هذا السياق٬ دعا الوزراء إلى تكثيف الجهود لتعزيز مكافحة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب غير المشروع وخاصة من خلال القيام بأنشطة في مجالات التكوين ونقل المعارف والمساعدة في التنمية. وفي المجال الاقتصادي اعتبر الوزراء أن التعاون البيني الإقليمي وخاصة جنوب -جنوب يمثل هدفا ذا أولوية قادر على تعزيز التنمية المشتركة بما يعزز في ذات الوقت التوازن بين ضفتي حوض الأبيض المتوسط٬ مؤكدين على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد من أجل المتوسط في مجال تعزيز التعاون الإقليمي وشبه الإقليمي من خلال مشاريع ملموسة. وفي ما يتعلق بإشكالية الهجرة٬ دعا الوزراء إلى تبني مقاربة شاملة ومشتركة حول الهجرة وبلورتها كأداة للتنمية الفعالة والاندماج باعتماد رؤى شاملة وخلاقة في مجال التسيير المشترك لتدفق الهجرة والتنمية المشتركة. كما شددوا على ضرورة معالجة الهجرة غير المنتظمة بشكل حازم وفعال في إطار احترام كرامة وحقوق المهاجرين حتى لا تتأثر الهجرة الشرعية سلبا٬ ودعوا إلى تشجيع اندماج المهاجرين المقيمين بصورة شرعية في البلدان المضيفة سعيا إلى تحقيق الاستقرار والتفاهم المتبادل وتطوير آليات إعادة دمج المهاجرين الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية. كما أكد وزراء خارجية مجموعة ( 5 زائد 5) على أهمية التعاون الثقافي بوصفه أداة للحوار بين الشعوب وعاملا للتقدم الديمقراطي والنمو الاقتصادي والاجتماعي. وأوصى الوزراء بعقد اجتماع وزاري للشباب والتربية قبل نهاية السنة الجارية للتمكن من معالجة المواضيع المرتبطة بشكل خاص بالتربية والتكوين المهني وتشغيل الشباب٬ وقرروا تعميق هذا الحوار ليشمل مجالات تعاون أخرى كالأمن الغذائي والطاقات المتجددة والصحة والمبادلات وتكوين الدبلوماسيين.