وقع وزراء دفاع البلدان الأعضاء في مبادرة "5 زائد 5 دفاع" إعلانا مشتركا عقب اجتماعهم الثامن الذي انعقد أمس الاثنين بالرباط٬ تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وقد توج هذا الاجتماع٬ الذي ترأسه الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي٬ بتوقيع إعلان مشترك للنهوض بالتعاون بين الدول الأعضاء في هذا المنتدى الرامي إلى تعزيز الدفاع والأمن والاستقرار بالمنطقة. ويأتي هذا الاجتماع بعد انعقاد القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في المبادرة خلال شهر أكتوبر الماضي بمالطا٬ والتي أعطت نفسا جديدا لعمل المبادرة وتعزيز قدراتها قصد جعل الفضاء الأورو-متوسطي منطقة استقرار وسلام ورخاء لشعوب الضفتين٬ وذلك في إطار مقاربة شمولية تتضمن بالإضافة إلى البعد الأمني٬ حتمية تحقيق التنمية المستدامة لضفتي البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل والصحراء. وأعرب المشاركون٬ في هذا الاجتماع٬ عن ارتياحهم الكامل "للنتائج الإيجابية" التي تم تحقيقها في الميادين ذات الاهتمام المشترك٬ خاصة في ما يتعلق بالمراقبة البحرية وسلامة الملاحة الجوية٬ ومساهمة القوات المسلحة في الوقاية المدنية والتكوين والبحث. كما ثمنوا الأهمية والدور الفعال الذي تضطلع به الأجهزة المختصة في كل بلد عضو لتفعيل وتقوية التعاون بين أعضاء المبادرة٬ خاصة على مستوى نظام مراقبة الملاحة البحرية ونظام تبادل المعلومات البحرية والجوية. وأشادت الدول الأعضاء بالدور الإيجابي الذي يقوم به معهد "5 زائد 5 دفاع" في مجال التكوين٬ والتقدم الذي تحقق بفضل عمل المركز الأورو مغاربي في البحوث والدراسات الاستراتيجية التي تهم مجال الأمن في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى٬ عبر المشاركون عن ارتياحهم "الكامل للنتائج الإيجابية" المحصل عليها خلال فترة رئاسة المملكة المغربية للمبادرة٬ ومساندتهم لبرنامج العمل الجديد لسنة 2013، والذي يتضمن مشروعا تم اقترحه من طرف المغرب يهدف إلى إرساء أدوات التعاون لمواجهة الآثار الناجمة عن التلوث البحري. وشدد وزراء دفاع الدول الأعضاء في المبادرة على ضرورة العمل على استتباب السلم والأمن في ضفتي البحر الأبيض المتوسط٬ مؤكدين على أهمية تقوية التعاون لمحاربة الإرهاب والتهريب بجميع أشكاله. وفي ندوة صحفية عقدت عقب هذا الاجتماع٬ رحب لوديي بمصادقة الدول الأعضاء على مشروع اقترحته المملكة المغربية يتوخى إرساء آليات التعاون من أجل مواجهة تداعيات التلوث البحري٬ مشيدا بروح الانفتاح والتفاهم الذي ميز أشغال هذا الاجتماع. وبعد أن جدد التزام المغرب بتفعيل هذه المبادرة الاستراتيجية٬ أعلن الوزير عن تشكيل فريق عمل يكلف ببلورة "دليل" لكيفية التصدي للتهديدات الجوية غير العسكرية. من جانبه٬ التزم وزير الدفاع البرتغالي خوسي بيدرو أغيار برونكو٬ الذي ستتولى بلاده رئاسة المبادرة برسم سنة 2013٬ بمضاعفة المبادرات لمواصلة العمل "الملموس"٬ الذي تم إنجازه خلال الرئاسة المغربية لمبادرة "5 زائد 5 دفاع" لجعلها نموذجا للتعاون الناجع وبناء فضاء للسلم والأمن بغرب المتوسط. وعن الوضع في منطقة الساحل٬ أعرب لوديي وأغيار برونكو عن قلقهما حيال الوضع بهذه المنطقة٬ معتبرين أنه يتعين التعجيل بإيجاد حل للأزمة المالية في إطار الأممالمتحدة وفي ظل الاحترام التام للوحدة الترابية لهذا البلد. وتهدف مبادرة "5 زائد 5 دفاع"٬ التي تضم خمسة بلدان أوروبية وهي فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا وخمسة بلدان مغاربية (الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس) إلى تعزيز التعاون الفعال بين الدول الأعضاء من خلال الارتقاء بالعمل المشترك بين القوات المسلحة وبناء قدرات وتبادل التجارب والخبرات كما أنها تشكل فضاء لتبادل المشاورات بين الدول الأعضاء حول الوضع الراهن ومستقبل الأمن في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.