مازالت مأساة الطفل ياسر لعبوشي متواصلة، بسبب حالته الصحية والنفسية المتدهورة، نتيجة إخضاعه لعمليات جراحية سرية، من طرف طبيب مدير لمصحة خاصة بمراكش، خلال تعرضه لانسداد معوي نتيجة حالة التواء أحد أمعائه. وأرجأت غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش محاكمة الطبيب المتهم إلى 23 ماي المقبل، بعد تخلف القاضي المكلف بالقضية عن حضور جلسة المحاكمة بسبب مرض ألم به. ويتابع المتهم في حالة سراح، من أجل جنحة الجرح الخطأ الناتج عن عدم الاحتياط والإهمال، وينتظر أن تستمع هيئة الحكم إلى شهادات عدد من الأطباء، الذين أشرفوا على علاج الطفل ياسر لعبوشي، بعد العملية الجراحية التي أقدم عليها الطبيب المتهم. وكان والد الضحية وجه مراسلات إلى وزير العدل والوكيل العام للملك لدى المجلس الأعلى وهيئات حقوقية ومدنية وطنية ودولية بشأن قضية ابنه. وتعود فصول القضية إلى نهاية غشت 2002، عندما نقل الضحية ياسر إلى المصحة المذكورة وهو في ربيعه السابع بسبب عجزه عن قضاء حاجته ووجود أعراض متلازمة تدل على وجود ضيق التنفس، فقرر الطبيب المعالج إجراء عملية جراحية استعجالية، بعد اكتشافه وجود انسداد معوي كبير مع تضخم القولون وضيق تنفس له علاقة باحتقان القصبة الهوائية. لكن صدمة والدي الضحية كانت كبيرة، بعد إجراء العملية الجراحية بتاريخ 6 أكتوبر 2003 وظهور أعراض العياء والحمى والقيء والإسهال وانتفاخ في البطن وارتفاع مفرط في درجة حرارة جسم الضحية، وصلت إلى 39 درجة. وفي محاولة لتدارك الخطأ الطبي، أجرى الطبيب عملية جراحية أخرى، لم تكلل بالنجاح ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية للطفل الضحية.