سادت حالة استنفار، ظهر أول أمس الأربعاء، وسط السلطات الأمنية والمحلية، والوقاية المدنية، والأجهزة الموازية بالجديدة، إثر حريق مهول أتى على حافلة للنقل الحضري، كانت تؤمن نقل الركاب على الخط رقم 3. وحسب شهادات استقتها "المغربية"، فإن حافلة النقل التي كان على متنها حوالي 40 راكبا، كانت انطلقت في الواحدة و45 دقيقة بعد الظهر من محطة توقفها خلف الحي البرتغالي، في اتجاه أحياء السعادة الأول والثاني والثالث، غير أن رحلتها توقفت نهائيا عندما شارفت على محطة وقود، على الطريق المؤدية إلى الجرف الأصفر، بعد أن شب حريق مهول بشكل مباغت، وامتد بسرعة من محركها بالجهة الأمامية إلى إطارها الحديدي ومقاعدها وسقفها. وكان السائق والركاب غادروا الحافلة، التي غمرتها ألسنة النيران، في اللحظة الحاسمة. ووجد رجال الإطفاء صعوبات في إخماد ألسنة النيران المتصاعدة، التي زادت الرياح من حدتها، كما امتدت أعمدة الدخان لعشرات الأمتار، وخيمت سحب سوداء فوق فضاءات المنازل المجاورة، وحجبت الرؤية على مستعملي الطريق، من راجلين وسائقي العربات. وزاد من هول الوضع، الانفجار المدوي لعجلات الحافلة. وتحسبا للأسوأ، أغلق قائد المقاطعة الحضرية الرابعة، ورجال الشرطة والضابطة القضائية منافذ الطريق في وجه حركة السير والجولان، من ثلاث جهات على المحور الطرقي الرئيسي. ولم يتأت لعناصر الوقاية المدنية إخماد ألسنة النيران المتصاعدة إلا في الثالثة والنصف بعد الظهر. ورجح مسؤول أمني أن يكون الحريق ناجما عن تماس كهربائي، بسبب الحالة الميكانيكية المتدهورة للحافلة، التي تستغلها الشركة "المستفيدة"، والتي تتوفر على أسطول متآكل، وتحتكر النقل الحضري بمدار الجديدة، والخطوط الممتدة إلى مدينة أزمور، ومركز مولاي عبد الله، وجماعة أولاد احسين.