خلف حريق مباغت اندلع بحافلة للنقل الحضري كانت تقل طلبة جامعة الحسن الأول بسطات حالة من الذعر وموجة من الخوف والفزع في أوساط آباء وأولياء الطلبة خاصة وساكنة سطات عامة. الحادث وقع الأسبوع الماضي بشارع محمد الخامس قرب بلدية سطات في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال ،حينما كانت الحافلة قادمة من جامعة الحسن الأول في اتجاه وسط المدينة وعلى مثنها طلبة وطالبات الجامعة ،الذين لاحظوا دخان كثيف يخرج من مقدمة الحافلة ،مما اضطر السائق الى إيقافها في الحين ونزول جميع الركاب بسرعة طالبين النجاة، ولحسن الحظ لم يسفر الحريق عن ضحايا في الرواح ،إلا أن النيران خلفت خسائر كبيرة في الحافلة بفعل سرعة اشتعال المواد والمقاعد البلاستيكية. وفور انتشار الخبر حضرت الى مكان الحادث كل الأجهزة الأمنية بولاية أمن سطات والسلطة المحلية والأجهزة الاستخباراتية بالاضافة الى رجال الوقاية المدنية الذين حضروا معززين بشاحنتين وسيارة الاسعاف ،إذ عمدوا الى محاصرة النيران خوفا من وقوع انفجارات ليتمكنوا بعد جهد جهيد من إخماد الحريق والتغلب عليه . مصدر من الوقاية المدنية وضع احتمال أن يكون السبب في الحادث هو تماس كهربائي في المحرك ،لكن الرواية المتداولة بكثرة وسط جمهور غفير من المواطنين الذين عاينوا الحادث عن قرب والتقطوا صورا عبر هواتفهم النقالة عزوا ذلك الى الحالة الميكانيكية والأعطاب المتكررة وتقادم محركات الحافلات،في حين عبر لنا مجموعة من الطلبة عن استيائهم واستنكارهم لما آلت إليه هذه الحافلات المتآكلة التي تجوب المدينة والتي لم تعد صالحة لتقديم خدمات في مستوى التوسع العمراني والتحول الديمغرافي للمدينة ،أمام أعين المسؤولين عن قطاع النقل الحضري ،رغم النداءات والمراسلات التي ارسلت إليهم في هذا الشأن . وقد علمنا أن الشرطة القضائية بسطات فتحت تحقيقا معمقا لمعرفة أسباب وملابسات الحريق.