يفتتح متحف بنك المغرب، اليوم الثلاثاء، بالرباط، معرضا يجمع فيه أعمال العديد من الفنانين التشكيليين المغاربة، تحت شعار "تمجيد المادة". ويتوخى هذا المعرض، حسب بلاغ لمتحف بنك المغرب، الاحتفاء بممارسة نوعية لدى جميع الفنانين التشكيليين المغاربة، ممن استخدموا مواد مختلفة في أعمالهم الفنية، كالجلد والنحاس، والطين، والزليج، وغيرها من المواد. وجاء في البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن المعرض سيتضمن لوحات رواد بارزين في الفن التشكيلي، أمثال الجيلالي الغرباوي، وأحمد الشرقاوي، والمكي امغارة، وسعد بن شفاج، وميلود البيض، ومحمد القاسمي، وفؤاد بلامين، وماحي بينبين، وحسان بورقية، والتيباري كنتور، وفريد بلكاهية، وأمينة أكزناي، وعفيف بناني. كما سينظم متحف بنك المغرب، على هامش المعرض الذي يختتم يوم 15 أبريل المقبل، ورشات بيداغوجية لفائدة الأطفال من 13 مارس إلى 3 أبريل، فضلا عن ندوة يوم 11 أبريل حول موضوع "الفن ومغامرة المادة". وأوضح متحف بنك المغرب أن اختياره لأعمال الفنانين التي ستعرض برواقه، لم يكن اعتباطيا، بل جاء كرد اعتبار لفنانين تشكيليين قادوا الفن التشكيلي من مرحلته البدائية إلى مرحلة الحداثة المعلنة، وكتعريف لليافعين بالتجارب الفنية التي سادت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، من خلال تسليط الضوء على تجارب فنانين شكلت تميزا في الميدان منذ فترة ما قبل الاستقلال، ما مكنها من وضع أسس الحداثة التشكيلية في المغرب. كما جاء اختيار مزج الماضي بالحاضر لإثارة فضول الزائر لسبر أغوار حياة بعض الفنانين التشكيليين، من الراحل الغرباوي، الذي فتح الآفاق لتجربة تلامذتها أكبر الفنانين المغاربة، أمثال محمد القاسمي، وميلود الأبيض، وفؤاد بلامين، ومصطفى بوجمعاوي، إلى التيباري كنتور، الذي يصنع ورق أعماله بنفسه، وتكوين نظرة مكتملة على إبداعاتهم، وتعريف الناشئين بالتقنيات التي استعملوها في أعمالهم، وكذا مكونات وآفاق هذه الأعمال. فمن فن تجريدي باطني رمزي، يسلط الضوء على ما قبل الاستقلال، إلى فن يختزل التراث المغربي، من فن الخياطة والتطريز والنسيج، سيبهر رواق متحف بنك المغرب زواره لمدة تزيد عن شهر.