العاشق الكبير لحرية الفكر والحركة والخيال اللامحدود افتتح مساء الخميس الماضي بمتحف بنك المغرب بالرباط، معرض تحت شعار»نظرات على أعمال الجيلالي الغرباوي»، يضم أكثر من 80 لوحة لهذا الفنان الراحل الذي يعتبر أحد رواد الفن التعبيري بالمغرب. وسيمكن هذا المعرض، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف (18 ماي) وسيمتد إلى غاية 26 غشت المقبل، من الإحاطة بالزوايا المتعددة لفنان عرف بعشقه الكبير لحرية الفكر والحركة وخياله اللامحدود، كما سيتيح الاطلاع على أكثر من 80 من الأعمال الفنية تتضمن رسومات ومنحوتات ورسومات على الزليج، إضافة إلى صور مرسومة وصور فوتوغرافية للفنان. كما يندرج المعرض الأول من نوعه،الذي يعد بمثابة عودة إلى الماضي بهدف إثارة فضول الزائر ودفعه إلى سبر أغوار حياة هذا الفنان المغربي، ضمن سلسلة من المعارض الفنية التي ستمكن الجمهور من تكوين نظرة مكتملة على إبداعات كبار الفنانين المغاربة، وتعريف الجمهور الناشئ على التقنيات التي استعملها الراحل الغرباوي في لوحاته وكذا مكونات وآفاق هذه الأعمال بالإضافة إلى تمازج الخطوط والألوان فيها. وقال شعبان عبد الرحيم مدير متحف بنك المغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، إن هذا المعرض، المنظم يرمي إلى تكريم الفنان الراحل الجيلالي الغرباوي الذي يعتبر من رواد الفن بالمغرب في مجال الفن المعاصر ومن خلاله تكريم للفنانين المغاربة، مشيرا إلى أن هذه التجربة ترافقها أيضا تأليف كتاب في طور الطبع حول الفنان الغرباوي. وأوضح شعبان أن هذا المعرض يضم لوحات فنية تعرض لأول مرة أمام الزوار مضيفا أن هذا المعرض يشكل فرصة لعرض جميع التوجهات الفنية للغرباوي بداية بالفن الانطباعي إلى المرحلة الأخيرة التي تميزت بالفن التجريدي. من جانبه، أكد فريد الزاهي المستشار الفني لبنك المغرب، أن هذا المعرض يعتبر ثمرة مجهود وطموح يتجلى في إقامة معرض «لأكثر الفنانين المغاربة استعصاء على التأريخ ولأول فنان مغربي قاد الفن المغربي من مرحلته البدائية إلى مرحلة الحداثة المعلنة». وبعد أن أبرز مسير ة الفنان الشخصية والفنية، وصف الزاهي الراحل الغرباوي ب»المؤسس» للفن الحديث بصفة خاصة والفن المغربي بصفة عامة حيث فتح الآفاق لتجربة تلامذتها أكبر الفنانين المغاربة أمثال محمد القاسمي وميلود الأبيض وفؤاد بلامين ومصطفى بوجمعاوي، مشيرا إلى أن الغرباوي، الذي مارس التشخيص، اختار عمدا تأسيس فن تجريدي باطني رمزي. وتميز هذا المعرض، الذي يحظى بدعم، مجموعة من المؤسسات البنكية، بعرض شريط وثائقي حول أعمال الجيلالي الغرباوي مرفق بشهادات لمجموعة من المثقفين والفنانين والمبدعين حول هذه الشخصية الفنية المغربية التي افتقدتها الساحة الفنية المغربية. يذكر أن الراحل الجيلالي الغرباوي (1971-1930) ازداد في جرف الملحة قرب سيدي قاسم وعشق الفن منذ وقت مبكر، حيث درس ما بين 1952 و1958 في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في باريس وأكاديمية جوليان، كما يعد أول فنان تشكيلي مغربي يختار التعبير التصويري غير التشخيصي، وأحد رواد الفن المعاصر بالمغرب.