بحماس كبير وثقة أكبر في النفس واحترافية واضحة بشهادة متتبعي المشهد السمعي البصري، تقدم منشطة البرامج كوثر بودراجة أولى حلقات البرنامج الاجتماعي المغاربي "جاري ياجاري"، التي تعرض اليوم (الجمعة) على قناة "ميدي1 تي في". تحمل كوثر آمالا واسعة في أن يحظى البرنامج بطابعه المغاربي باهتمام وإعجاب جمهور المغرب العربي الكبير، مثلما تحمل طموحات أوسع في إلغاء الحدود وانفتاح الشعوب المغاربية على تقاليد وعادات بعضها البعض. وبالحماس نفسه والآمال نفسها تحدثت كوثر، ل"المغربية"، عن ظروف عودتها إلى المغرب واختيارها تقديم البرنامج في الحوار التالي. تخوضين اليوم تجربة جديدة بالتحاقك بإعلاميي ومنشطي برامج قناة "ميدي1 تي في"، ما هي الدوافع التي شجعتك على اتخاذ هذه الخطوة؟ كأي شخص طموح، أرغب في منح قيمة مضافة ولو بسيطة عن طرق برنامج "جاري ياجاري"، المنتظر أن تعرض حلقته الأولى اليوم. ويعود السبب الأساسي وراء مغادرتي قناة "نسمة تي في"، ودخولي المغرب إلى وفاة والدي شهر أبريل الماضي، رغم أنني تحفظت كثيرا عن ذكر سبب عودتي للمغرب، والذي كان لدوافع شخصية محضة، وأشكر القناة التي عملت فيها لسنوات على احترام رغبتي في مغادرتها. بالحديث عن القيمة المضافة، تحدثت سابقا عن الإضافات التي سيقدمها برنامج "جاري يا جاري" لقناة "ميدي1 تي في" وللمشهد الإعلامي بصفة عامة، فماهي الإضافات بالتحديد التي ستقدمها كوثر للبرنامج، لتختلف بها عن إطلالاتها في برامج سابقة؟ من الممكن أن أركز على السلاسة في تصوير البرنامج، خاصة أن منشطي البرنامج من بلدان مغاربية مختلفة، ومنهم من يخوض تجربة الوقوف أمام الكاميرا لأول مرة. لذلك فمن واجبي أن أشعر الجميع بالارتياح والاطمئنان لتمر حلقات البرنامج في جو مرن وبسيط، دون أن يحتاج أحدنا للاستفسار عن حديث الآخر، في إشارة إلى أنه لم يستطع فهم العبارات التي يستخدمها، مع حرص الجميع على استعمال لهجته الخاصة أثناء الحوار وشعوره بأن حديثه مفهوم. وفي النهاية، سنحاول الجمع بين مختلف الجنسيات حول مائدة واحدة، والحديث ببساطة وانسيابية ننسى معها أن بيننا أي حدود. إصرارك على الحفاظ على الوجه الإعلامي المغاربي الذي ظهرت به منذ البداية، هل هو أمر حدث بالصدفة أم هي رغبة في الحفاظ على الجمهور المغاربي الذي تعرف عليك في بداية مسارك من خلال برنامجي "ناس نسمة" و"ممنوع ع الرجال"؟ بل الأمر نابع من رغبتي في الانفتاح على جل البلدان المغاربية والعربية، وتطلعي إلى أن يفهم لهجتنا أي مغاربي أو عربي وأن يتعرف على عاداتنا وتقاليدنا وحضارتنا الأصيلة، فكيف سيستطيع جزائري أو تونسي مشاهدة أعمالنا الفنية وهو لا يفهم لهجتنا ويجهل عاداتنا علما بأننا جيران، وأعتقد أنها الخطوة التي يجب أن نركز عليها في جاري يا جاري، إذ يجب أن نحاول معرفة بعضنا البعض قبل أن نعرّف بأنفسنا للخارج. ما طبيعة الضيوف الذين ستستضيفينهم في البرنامج، رفقة باقي المنشطين؟ سيكون لكل ضيفة علاقة بموضوع الحلقة، إذ سنتحدث عن أشياء بسيطة مرتبطة بحياتنا اليومية كحفل العقيقة والحماة والثرثرة وغيرها. انخرطت في مجال تقديم البرامج، رغم أن إطلالتك الأولى على الجمهور المغاربي والعربي كانت من خلال برنامج المسابقات الغنائية "ستار أكاديمي مغاربي"، أين أنت الآن من الموسيقى والغناء؟ (ضاحكة) لا أبدا، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ذهبت كوثر المغنية مع ستار أكاديمي لأنني لا أؤمن بالتعددية، واخترت طريقا أريد أن أجتهد فيه. وماذا عن مجال عروض الأزياء؟ يسري عليه ما يسري على الغناء، فمنذ 9 سنوات، ابتعدت عن مجال عروض الأزياء، وهو اختيار. ألم تفكري في خوض مجال التمثيل؟ سبق لي أن تلقيت عرضا للمشاركة في أحد الأعمال الدرامية، لكنه للأسف تزامن مع ترشيحي لتقديم برنامج "ممنوع ع الرجال"، واخترت البرنامج لأنني أميل أكثر لمجال التنشيط وتقديم البرامج، لكنني لا أمانع أبدا في خوض تجربة التمثيل الذي يستهويني. ماهي الأدوار التي تروقك؟ أنا معجبة بسينما المخرج نور الدين لخماري، لأنه يتحدث عن واقعنا المعيش، خاصة الجانب المظلم فيه، فسينما لخماري تمسني، وأتطلع لتقديم دور جدي ومركب، وهادف، لثقتي الكبيرة بأنه من خلال معرفته بشخصيتي سيضعني في القالب الدرامي الذي سيليق بي. بالعودة إلى القيم المضافة، فماذا ستضيف "ميدي1 تي في" إلى مسار كوثر بودراجة في مجال تنشيط البرامج؟ أكبر إضافة أنها ستعيدني لبلدي المغرب وستبقيني إلى جانب أسرتي، فرغم كل شيء تبقى الغربة أمرا صعبا، والشعور بالنجاح أو الفشل في بلدك يكون له طعم خاص. بعيدا عن البرامج المغاربية، ماهي نوعية البرامج الأخرى التي تتطلعين لتقديمها ومن الممكن أن تقترحيهاها كفكرة للقناة؟ أرغب في تقديم برنامج غنائي يجمع بين نجوم المغرب العربي، في جلسة يعرف فيها كل فنان بتراث بلده، ومن خلال ذلك نستطيع التعريف بالتراث المغاربي.