يحظى تطوير قطاع زيت الزيتون بإقليم الصويرة بأهمية كبيرة٬ نظرا للمميزات التي يزخر بها الإقليم في هذا المجال٬ الذي يسعى إلى تحقيق منتوج ذي جودة بمواصفات عالمية٬ تضمن تسويق المنتوجات على نطاق واسع. فتثمين سلسلة زيت الزيتون بإقليم الصويرة٬ الذي يدخل ضمن مشروع الدعامة الثانية لمخطط (المغرب الأخضر)٬ إلى جانب سلاسل تربية النحل والماعز والأركان وغيرها٬ يحمل مشاريع هامة لتطوير قطاع زيت الزيتون بإقليم الصويرة٬ إذ يستهدف 18 جماعة قروية خاصة شمال شرق الإقليم٬ من أجل الرفع من الإنتاجية وضمان جودة المنتوجات. تشير معطيات للمديرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة إلى أن هذا المشروع٬ الذي رصدت له كلفة 44 مليون درهم برسم الفترة 2011 – 2015 لفائدة 4150 فلاحا بالمنطقة٬ يهدف بالأساس إلى تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمستفيدين٬ والرفع من الإنتاجية وجودة المنتوجات٬ وتثمين زيت الزيتون المحلية عبر اعتماد علامة مميزة للمنشأ والجودة. فالمشروع٬ الذي يشمل على الخصوص غرس 2500 هكتار من أشجار الزيتون٬ يسعى إلى تنظيم المستفيدين في إطار التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي٬ فضلا عن إحداث وحدات كبرى للتحويل والتلفيف ومواكبة وتقوية قدرات المستفيدين. ولعل تتويج أحد منتجي زيت الزيتون بالإقليم٬ مؤخرا٬ ضمن فعاليات المعرض الدولي بيوفاخ (من 13 إلى 16 فبراير الجاري)٬ الرائد في مجال المنتوجات الفلاحية البيولوجية بمدينة نورنبرغ الألمانية٬ برعاية المركز المغربي لإنعاش الصادرات والجمعية المغربية لقطاع الإنتاج العضوي٬ ضمن 30 من بين أفضل الزيوت٬ ليؤكد على الانشغال المتزايد بتوفير منتوج محلي يسخر المؤهلات المحلية في توفير منتوجات عالية الجودة تستجيب للمعايير دولية. ولا يخفي عبد الرحيم الزاهير٬ أحد منتجي زيت الزيتون البكر الخالصة بإقليم الصويرة٬ والحاصل على عدد من الشهادات الوطنية والدولية في مجال إنتاج زيت الزيتون٬ افتخاره بكون منتوج زيت الزيتون المحلي بالصويرة أضحى يتوفر على المقومات العالمية في مجال الجودة٬ ما مكنه من الحصول على جائزة خلال فعاليات المعرض الدولي٬ بالنظر لمعايير الجودة التي يوفرها المنتوج. ويعمل هذا المنتج٬ الحاصل على عدد من شهادات الاعتراف٬ من بينها شهادة الجودة الإيكولوجية المطابقة للمعايير الأوروبية من طرف المجلس الدولي لأشجار الزيتون وجائزة المباراة الوطنية الرابعة 2012 لأحسن زيت الزيتون البكر الممتازة بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس٬ على تطوير آليات الإنتاج من خلال مكننة مراحل العصر بمنطقة الشياظمة. ويعتبر هذا المنتج٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن الاشتغال على تطوير أنواع من أجود أصناف زيت الزيتون بالنسبة٬ يعد تحديا يرتبط٬ على الخصوص٬ بتغيير العادات الاستهلاكية والاتجاه بشكل أكبر نحو استهلاك زيوت ذات جودة عالية٬ وبالتالي اعتماد نمط صحي يساهم في تحسين نوعية حياة الفرد. ويحمل قطاع إنتاج زيت الزيتون بإقليم الصويرة مؤهلات هائلة في إطار مخطط (المغرب الأخضر)٬ ما يجعله يتوفر على قيمة سوسيو اقتصادية هامة بالإقليم٬ حيث تم تطوير عدد من المشاريع التي مكنت من الرفع من المساحة المخصصة لأشجار الزيتون والنهوض بجودة زيت الزيتون ودعم التنظيم المهني للقطاع. وقد عرفت المساحات المغروسة بأشجار الزيتون على مستوى الإقليم٬ خلال السنوات الخمس الأخيرة٬ تطورا ملحوظا٬ حيث انتقلت من 43 ألف و290 هكتار في سنة 2002٬ إلى 45 ألف و620 هكتار حاليا٬ كما يتضمن البرنامج الإقليمي للفلاحة بالصويرة توسيع وتثمين المساحات المزورعة بأشجار الزيتون. إن تطوير قطاع زيت الزيتون بإقليم الصويرة يشكل أحد مشاريع مخطط (المغرب الأخضر)٬ الذي يراهن على الارتقاء بالمنتوجات المحلية ذات القيمة المضافة٬ وجعلها عنصرا مساهما في تحقيق التنمية المستدامة.