تحول فضاء دوار "السكويلة" في مدينة الدارالبيضاء، الذي كان يحتضن أعدادا هائلة من "البراريك"، إلى أرض خلاء، بعد هدم آخر "براكة"، الاثنين الماضي، في إطار برنامج "محاربة السكن غير اللائق". فضاء دوار السكويلة بعد هدم جميع 'البراريك' (خاص) وحسب معاينة "المغربية"، التي تجولت في محيط الدوار، أول أمس الثلاثاء، فإن بعض الأشغال الأولية جارية لإعداد ورشات البناء، قصد إعادة إيواء السكان، الذين غادروا الدوار والمدرجة أسماؤهم ضمن لوائح المستفيدين. وبين واقع الماضي، حين كان الدوار يعج بأعداد من "البراريك" العشوائية، واليوم، وقد تحول إلى أرض خلاء مهيأة للبناء وفق معايير سليمة، يتطلع سكانه إلى أن يكون برنامج "محاربة السكن غير اللائق" محطة جديدة تمكنهم من استقرار اجتماعي، بعد أن قضوا سنوات طويلة في ظروف غير ملائمة، بسبب الإكراهات التي فرضها الواقع العشوائي غير المهيكل. وكانت السلطات باشرت، منذ سنة 2005، عمليات هدم الدور الصفيحية في كاريان السكويلة، المنقسم إلى عدد من "البلوكات"، وتعويض سكانها ببقع أرضية بديلة، مناصفة بين شخصين، حسب إفادات بعض السكان ل"المغربية". وفي الأشهر الثلاثة الماضية، شمل الهدم "البراريك" الموجودة في مجموعتي 6 و1، وبعد ذلك، واصلت جرافات السلطات عملها بهدم ما تبقي من مساكن عشوائية في مجموعات 5 و4 و3 و2 ، في إشارة من السكان إلى أن الهدم جاء باعتماد العد التنازلي من بلوك 6 إلى بلوك 1، تماشيا مع مواقع "البراريك"، لتسهيل ولوج الشاحنات وآليات الهدم وسط الفضاء. وذكر بعض السكان، في حديثهم مع "المغربية"، أن هناك أخبارا تروج بأن الشقق البديلة ستشيد على البقعة الأرضية نفسها حيث كانت "البراريك" العشوائية، في وقت عوض المستفيدون الأوائل ببقع أرضية في مشروع "أهل الغلام"، المجاور للدوار، حسب ما وقفت عليه "المغربية" في زيارة ميدانية سابقة. في السياق نفسه، كانت "المغربية" أعدت ربورتاجا حول الواقع المعيش لسكان دوار "السكويلة"، ورصدت ظروفهم المزرية في خضم العشوائية والفوضى، وكانوا طالبوا حينها بتعجيل ترحيلهم من الدوار وتمكنيهم من مساكن بديلة، بعدما اشتد عليهم الخناق وسط "براريك"، لم تشكل بالنسبة إليهم حلا في الاستقرار الاجتماعي والنفسي. ومن بين المشاكل التي وقفت عليها "المغربية" حينئذ، الروائح الكريهة التي تصادف زائر الدوار، نتيجة المياه العادمة الممزوجة بالفضلات والأزبال، والمتسربة على جنبات الدور الآهلة بالسكان، بشكل منفر يدعو إلى الانسحاب بعجالة من المكان. كما أدى حلول فصل الشتاء، في كثير من الأحيان، إلى فيضانات ومآس، جراء غرق مساكن السكان بالمياه العادمة والفضلات، بعد احتباس قنوات الصرف الصحي، ليضطروا إلى إفراغ منازلهم، حيث توجد في منحدر يسهل اقتحام المياه داخلها، ويظل فيضان المياه الملوثة على مساكنهم، مناسبة يعيشها السكان كل فصل شتاء.