أسدل الستار بمدينة الصويرة، أخيرا، على فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الثقافة الأمازيغية التي احتضنتها "موكادور" على مدى أربعة أيام، شهدت أنشطة متنوعة همت مناحي الثقافة الأمازيغية في الموسيقى، والفن، والتشكيل، والأدب. من أجواء الأيام الثقافية الأمازيغية (خاص) تميز حفل اختتام المهرجان بسهرة موسيقية بمقر الرابطة أحيتها مجموعة "عواد حاحا- نمية"، و مجموعتا الراب الأمازيغي "أزاي باند، و تامزغا كاتك"، كما شهدت "دار الصويري" تنظيم سهرة الاختتام من تنشيط مجموعات موسيقية أمازيغية من إقليمالصويرة. ويتعلق الأمر بمجموعة "بيضوضان" بقيادة الرايس عبد الله أمغار، ومجموعة "أحواش نتمزيرت"، ومجموعة "كانكا تمنار"، التي أمتعت وأطربت الجمهور العريض الذي غصت به دار الصويري، حيث تفاعل مع إبداعاتها الموسيقية الأصيلة بشكل كبير ولافت. وشهد حفل افتتاح المهرجان الذي أشرفت على تنظيمه المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالصويرة والرابطة الفرنسية المغربية، بافتتاح معرض جماعي ببرج باب مراكش يضم آخر إبداعات 13 فنانا تشكيليا أمازيغيا من الصويرة ومن مختلف المناطق المغربية، قاربوا من خلال إبداعاتهم التشكيلية تجليات ومظاهر حياة المواطن المغربي الأمازيغي، إضافة إلى معرض آخر بدار الصويري للفنان الفرنسي تطاون لامازو، صاحب كتاب "أحد عشر قمرا بالمغرب عند أمازيغ الأطلس الكبير"، ويضم المعرض صورا فوتوغرافية ترسم ملامح الحياة بإحدى قرى الأطلس الكبير. وتضمن برنامج الدورة التي حظيت بدعم من عمالة الإقليم، والمجلس البلدي، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجمعية الصويرة موكادور، وشركاء الرابطة، مائدة مستديرة، من تسيير عبد الفتاح إشخاخ، تناولت "اللغات والأدب الأمازيغي"، استهلت بعرض لعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس حول "اللغة الأمازيغية اليوم" أوضح فيه أن المغاربة الأمازيغ مدعوون إلى الانخراط بشكل مباشر في الجهود المبذولة من أجل تحقيق إشعاع الثقافة الأمازيغية، وتملك اللغة الأمازيغية من أجل تفعيل القوانين التي تنص على ترسيمها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. وأبرز أن الإنجازات التي تحققت في مجال الثقافة الأمازيغية تعد ثمرة جهود المجتمع المدني من جهة، والإرادة الملكية التي عبر عنها جلالة الملك محمد السادس منذ سنة 2001 من أجل الاعتراف الرسمي بالثقافة الأمازيغية، من جهة ثانية. وتطرق المهندس الخرائطي عمر لخضر إلى"إشكالية التقويم الأمازيغي"، والباحث المتخصص في الشعر الأمازيغي عزيز كيش ل"لشعر الأمازيغي، حكي مغنى"، والباحثة خديجة محسن ل"الأجناس الأدبية الجديدة في الأدب الأمازيغي: القصة القصيرة والرواية". فيما شهدت المائدة المستديرة الثانية التي قام بتسييرها رشيد أغربي مناقشة موضوع "التراث الثقافي المادي واللامادي الأمازيغي" من خلال عروض تمحورت حول "الموروث الأمازيغي في منظومة التراث الثقافي المغربي" لسمير قفص، رئيس قسم جرد وتوثيق التراث بالرباط، و"تجربة المتحف اليهودي بالدارالبيضاء" لزهور رحيحل محافظة المتحف، و"القصبات: تراث مادي أمازيغي" لمحمد بوصالح، مدير مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب بورزازات، و"السياسة الجديدة لتدبير اللغة الأمازيغية" لمحمد الطيب الصويري الشاعر والمؤرخ والباحث المتخصص في تاريخ منطقة حاحا بإقليمالصويرة. كما شهد متحف سيدي محمد بن عبد الله، تنظيم محاضرات بمساهمة باحثين ناقشوا مواضيع همت"معطيات تاريخية حول موريطانيا الغربية (المغرب القديم)" لعبد الفتاح إشخاخ باحث في علم الآثار ومحافظ المباني التاريخية بالصويرة، و"الأبحاث الأثرية الجديدة حول مصانع الفخار المورية بموقع صانا، الغرب" لرشيد أغربي متخصص في علم الآثار ومحافظ موقع "بناصا" الأثري بالقنيطرة، و"النقوش الصخرية والكتابات الأمازيغية بالمغرب" لمصطفى النامي مختص في علم الآثار ومحافظ قسم جرد وتوثيق التراث بالرباط. وتواصل البرنامج بقراءات وتوقيع إصدارات أدبية وفكرية تتناول الشأن الثقافي واللغوي الأمازيغي لكل من أحمد بوكوس، وتطاوان لامازو، وكارين هيويت، وليليان فوزن، وبتنظيم ورشات في كتابة حروف "تيفيناغ" لفائدة المتمدرسين والكبار من تأطيرالخطاط موليد نيدو. وعبر عدد من الفاعلين المحليين في لقاء مع "المغربية" عن ارتياحهم للأجواء المفيدة والممتعة التي مرت فيها هذه التظاهرة الأمازيغية، كما نوهوا بالجهود المضنية التي بذلت من طرف المنظمين لإعداد فقرات هذه التظاهرة وما احتوته من فقرات متنوعة ثقافية وفنية وفكرية وموسيقية، أغنت رصيدهم المعرفي والفني.