فرضت قيادة البوليساريو حظرا للتجول داخل مخيمات تندوف، رافقته بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة شباب الثورة الصحراوي الراغبين في العودة إلى المغرب. وكشف ناشط حقوقي بمخيمات المحتجزين بتندوف، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، في اتصال مع "المغربية"، أن حملة الاعتقالات الجديدة "ليس الهدف منها اعتقال المتورطين في الانتماء إلى شبكات الإرهاب بل هدفها إجراء عملية تمشيط شاملة لكل المخيمات، من أجل كتم كل الأصوات المعارضة لقيادة البوليساريو"، مبرزا أن حملة الاعتقالات زادت حدتها، بفرض حظر التجول ليلا، مع منع التجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص، بعد أن تمكن تيار "خط الشهيد" من توزيع بيان جديد، يطالب فيه بإطلاق سراح أحمد الخليل، المختطف منذ أكثر من سنتين ونصف السنة من طرف البوليساريو، وبحق فظلي بابا جولي، الذي أبعد عن المخيمات منذ أكثر من 4 سنوات. ودعا المحجوب السالك، الأمين العام لتيار "خط الشهيد" المعارض للبوليساريو، في تصريح إعلامي من موريتانيا، الصحراويين إلى التفكير مليا في الوضعية المزرية التي يعيشونها داخل مخيمات الاحتجاز بتندوف، متوقعا انهيارا وشيكا لأطروحة الانفصال، رغم الزج بكل الأصوات المعارضة في سجون البوليساريو. وأكد السالك أن خيارات قيادة البوليساريو لا تلزم كل الصحراويين، وأن "الصحراويين الحقيقيين لا يثقون في قيادة البوليساريو، المستمرة في المباهاة بالسيطرة على السلطة تحت عباءة من الشعارات الفضفاضة الخالية من كل مضمون". ووصف السالك محمد عبد العزيز، قائد البوليساريو، بالمستبد والظالم، وقال إنه "الرجل الوحيد القادر على تنفيذ سياسة إقصائية داخل المخيمات بتندوف"، فوق التراب الجزائري، "بغلاف الديمقراطية وتسميات أخرى، تفتقر إلى أي محتوى عملي ومؤسسي". وأشار السالك إلى أن البوليساريو تفضل نهج سياسة الهروب إلى الأمام، بدل التعاطي مع الواقع الجديد والحقائق الملموسة، وأنها "تعاني فقرا في الأداء السياسي، وفشلها واضح على صعيد الأممالمتحدة ومجلس الأمن، تجلت معالمه الكبرى من خلال سحب الدول واحدة تلوى الأخرى اعترافاتها بها". وطالب الصحراويين بمواجهة سياسة البوليساريو، متسائلا "هل سنظل في المخيمات نتفرج على هذه القيادة وفضائحها، تتلاعب بنا وتقرر نيابة عنا، وترتكب الأخطاء الفادحة والجرائم باسمنا، دون أن تنال أي عقاب؟ إلى متى وهم يحتقروننا ويتلاعبون بعقولنا"؟. وأكد السالك، في تصريحه الإعلامي من موريتانيا، أن الصحراويين داخل المخيمات "يعانون الظلم، والحرمان من حقهم في التعبير، والتهميش التي تمارسه هذه الطغمة الحاكمة وعلى رأسها الرئيس"، مشيرا إلى أن سياسات الإقصاء من طرف البوليساريو "ستؤدي إلى مزيد من الويلات والمعاناة وانتظار المجهول، ما جعل القيادة الحالية تصاب بفشل سياسي وأخلاقي تام".