تشن حملة اعتقالات جديدة في صفوف أنصار الحكم الذاتي شنت قيادة البوليساريو حملة اعتقالات جديدة في صفوف حركة شباب الثورة الصحراوي بتهمة "الخيانة والتفكير في العودة إلى المغرب، والمشاركة في توزيع مناشير معارضة لتوجهات البوليساريو".كما فرضت حضرا للتجول ليلا بمخيمات المحتجزين لكتم الأصوات المعارضة في التعبير عن رأيها. وكشف ناشط حقوقي بمخيمات المحتجزين بتندوف، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن حملة الاعتقالات الجديدة، التي شنتها قيادة البوليساريو بتزامن مع زيارة كريستوفر روس إلى المخيمات، هدفها إجراء عملية تمشيط شاملة لكل المخيمات من أجل كتم كل الأصوات المعارضة لقيادة البوليساريو حتى لا تشوش على الزيارة المرتقبة. وأبرز أن حملة الاعتقالات زادت حدتها، بفرض حضر التجول ليلا مع المنع من التجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص، بعد أن تمكن أنصار الحكم الذاتي بتندوف وقيادة تيار خط الشهيد من توزيع بيان جديد لهما يطالبان فيه بحق العودة لمصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وبإطلاق سراح المختطفين الصحراويين من طرف قيادة البوليساريو، وبحق فظلي بابا جولي، الذي أبعد عن المخيمات منذ أكثر من 4 سنوات، في دخول المخيمات، وتمكينه من لقاء أمه وإخوته وأقاربه وعائلته. ودعا المحجوب السالك، الأمين العام لتيار خط الشهيد المعارض للبوليساريو، في تصريح إعلامي من موريتانيا، أول أمس الأحد، الصحراويين إلى التفكير مليا في الوضع المزري الذي يعيشونه داخل مخيمات الاحتجاز بتندوف، متوقعا انهيارا وشيكا لأطروحة الانفصال التي تتغنى بها قيادة عبد العزيز المراكشي، رغم الزج بكل الأصوات المعارضة في سجون البوليساريو. وأكد السالك أن قرارات البوليساريو لا تلزم كل الصحراويين، مشيرا إلى أن "هذه القرارات من صنع جنرالات الحرب في الجزائر اتخذها بالوكالة عنهم الأتباع والمقربون من المراكشي". وذكر أن "الصحراويين الحقيقيين لا يثقون اليوم في قيادة البوليساريو، التي ماتزال مستمرة في المباهاة بالسيطرة على السلطة تحت عباءة من الشعارات الفضفاضة، التي أكل عليها الدهر وشرب، الخالية من كل مضمون". ووصف المحجوب السالك عبد العزيز المراكشي بالمستبد والظالم، وزاد قائلا إنه "الرجل الوحيد القادر على تنفيذ سياسة إقصائية داخل المخيمات بتندوف، فوق التراب الجزائري، بغلاف الديمقراطية وتسميات أخرى تفتقر إلى أي محتوى عملي ومؤسسي"، مشيرا إلى أن البوليساريو ماتزال تفضل نهج سياسة الهروب إلى الأمام بدل التعاطي مع الواقع الجديد والحقائق الملموسة، وأنها "تعاني فقرا في الأداء السياسي، وأن فشلها واضح على صعيد الأممالمتحدة ومجلس الأمن، تجلت معالمه الكبرى من خلال تساقط اعترافات الدول واحدة تلو الأخرى". وطالب السالك بحق المعارضين لسياسة عبد العزيز المراكشي، في تيار خط الشهيد، أو في غيره من التيارات المعارضة، بالمشاركة في المؤتمر المقبل والسماح لهم بالعمل الديمقراطي الحر كتيار معارض داخل مخيمات تندوف، ومضى متسائلا "هل سنظل في المخيمات نتفرج على هذه القيادة وفضائحها، تتلاعب بنا وتقرر نيابة عنا وترتكب الأخطاء الفادحة والجرائم باسمنا، من دون أن تنال أي عقاب؟ إلى متى وهم يحتقروننا ويتلاعبون بعقولنا؟". وأكد أن الصحراويين داخل مخيمات الاحتجاز "يعانون الظلم، والحرمان من حقهم في التعبير، ومن التهميش الذي تمارسه هذه الطغمة الحاكمة وعلى رأسها الرئيس"، مبرزا أن سياسات الإقصاء من طرف بوليساريو "ستؤدي إلى مزيد من الويلات والمعاناة وانتظار المجهول". وهو ما جعل "القيادة الحالية تصاب بفشل سياسي وأخلاقي تامين".