صادقت الجمعية العمومية للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين، في دورتها السابعة والعشرين، المنعقدة بالأردن بين 18 و22 نونبر الماضي، بالإجماع على 12 مشروع قرار وتوصية، تقدم بها الوفد المغربي، تهم قضايا وطنية واجتماعية وثقافية وفي مقدمتها مشروعا قرارين يتعلقان بالتسوية النهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ونداء عاجل وملح من أجل وضع حد لمحنة الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، بالجزائر. وقال مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إن هذين القرارين وقعت المصادقة عليهما بالإجماع وبصيغتهما الأصلية، التي قُدما فيها لمؤتمر الجمعية العمومية الدولية التي تضم 102 مؤسسة ومنظمة، تمثل 30 مليونا من قدماء المقاومين والمحاربين وحركات التحرير في العالم، فيما أحدثت بعض التعديلات على باقي القرارات، معتبرا أن هذا "الموقف الإيجابي للأسرة الدولية لقدماء المحاربين مكسب كبير وانتصار جديد للقضية الوطنية". وأضاف الكثيري، في ندوة صحفية عقدها أمس الجمعة بالرباط، أن هذين القرارين جرت دراستهما من طرف مؤسسة الحسن الثاني للمقاومين وأعضاء جيش التحرير، والجمعية الوطنية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون. وأوضح المندوب السامي أن القرارات التي تصادق عليها الفدرالية العالمية لقدماء المحاربين تحال على هيئة الأممالمتحدة، لأن الفدرالية لها وضع اعتباري عند المنظمة الأممية، كما تحال كل المنظمات العالمية المعنية، مبرزا أن هذين القرارين سيحظيان بالتتبع. وأفاد الكثيري أن المشاركة المغربية في أشغال هذه الدورة حظيت، إلى جانب مصادقة الجمعية العمومية على القرارين المذكورين، بالمصادقة على قرارات أخرى، تتعلق بحماية وترميم مقابر الجنود، واسترجاع الوثائق التاريخية الوطنية المودعة في مراكز الأرشيف الأجنبي، ورفع حالة التجميد عن المعاشات المخولة لقدماء المحاربين المغاربة المجندين بالجيش الإسباني خلال الحرب الأهلية (1936-1939)، وإعادة البناء بعد الحرب بالتعاون دوليا من أجل التنمية، والتحيين المنتظم للتشريع الخاص بقدماء المحاربين وضحايا الحرب، تفعيلا لخلاصات المؤتمر الدولي السابع للتشريع المتعلق بقدماء المقاومين وقدماء المحاربين وضحايا الحرب، والمساعدة المالية والتقنية لفائدة متاحف البلدان في وضعية صعبة، والتضامن بين الأجيال وتمديد الأمل في الحياة، وإضفاء البعد الإنساني على العولمة، ودعم ومساندة منطقة الساحل والصحراء. وأشار الكثيري إلى أن هذا الجمع الدولي تميز بانضمام منظمات جديدة لقدماء المحاربين والمجندين، خاصة القوات الأممية التي تشرف عليها الأممالمتحدة، وبغياب الوفد الجزائري، الذي لم يحضر، أيضا، في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي المنعقد قبل 10 أيام. وأفاد أن الوفد المغربي أجرى لقاءات ومباحثات مع ممثلي بعض الوفود المشاركة، من الأردن، ومالي، والسويد، وسلوفينيا، والنرويج، وإنجلترا، وغانا، أثمرت عن توقيع مذكرة تفاهم مع المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين بالأردن، واتفاقية للتعاون والشراكة مع جمعية قدماء المحاربين وضحايا الحرب في مالي، لتوطيد علاقات التعاون والتضامن في المجالات ذات الاهتمام المشترك.