احتفت مجموعة العمران، أمس الأربعاء، تحت شعار "السكن الاجتماعي في خدمة الجهوية المتقدمة"، بالذكرى الخامسة لتأسيسها كمؤسسة تعد الذراع القوي للدولة، أسندت لها مهمة تنفيذ السياسة العمومية في مجال الإسكان والتهيئة الحضرية. (كرتوش) ومنذ تأسيسها احتلت المجموعة رأس قائمة المستثمرين العموميين بالمغرب، باستثمار إجمالي يزيد عن 36 مليار درهم، واستفاد من مشاريعها المتنوعة والمختلفة ما يزيد عن 4 ملايين مواطن ومواطنة. وقال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة في كلمة بالمناسبة، إن "الأمور المتعلقة بمجال السكن ليست كما نتمنى، لأن بلادنا تتوفر على أطر كفؤة، يبدعون في هذا المجال، لكن مع ذلك فالوضع ليس سيئا، مقارنة مع دول تشبهنا اقتصاديا، حيث قام المغرب بأشياء جيدة منذ الاستقلال حتى الآن، والعمران واحدة من المؤسسات التي اشتغلت لتوفير سكن من فئة 250 ألف درهم، وأيضا من فئة 140 ألف درهم"، مشيرا إلى أن العمران تقوم بمجهود كبير في مجال السكن. وأضاف رئيس الحكومة أن هناك "جهودا كبيرة تبذل في محاربة ظاهرة الصفيح، إلا أننا نلاحظ أن هناك عوائق، نتيجة لبعض المصالح الشخصية أو المنتخبين الذين يخافون على رصيدهم الانتخابي"، مؤكدا أن الحكومة عازمة على أن تنجح في ورش السكن وإخراج المواطنين الفقراء من وضعية الهشاشة، ومشددا على ضرورة أن يقوم كل بواجبه إدارة ومقاولين ومؤسسات الدولة. من جهته، اعتبر نبيل بنعبد الله، وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، أن الذكرى الخامسة لإحداث مؤسسة العمران تعد مناسبة للحكومة للوقوف على الإنجازات والتراكمات المنجزة في السنوات الأخيرة في مجال السكنى ومحاربة كافة أنواع السكن غير اللائق، مشيرا إلى معالجة 200 ألف أسرة معنية بدور الصفيح، من أصل 360 ألف أسرة بتدخل الدولة ومؤسسة العمران. وأضاف أن مؤسسة العمران نتاج لتطور قطاع الإسكان والتعمير، الذي أدى إلى تجميع كل المؤسسات الجهوية للتجهيز والبناء في إطار مؤسسة العمران، التي تضطلع اليوم بدور أساسي في بلورة السياسة السكنية، ومحاربة أنواع السكن غير اللائق، وتأهيل المدن والأحياء. وأبرز بنعبد الله أن برامج الإسكان هذه عرفت "نجاحات كبيرة، إلى جانب بعض الإخفاقات وبعض السلبيات التي نسعى اليوم إلى تجاوزها، عبر إدماجها في ما يسمى بسياسة المدينة"، موضحا أنه "سيكون لمؤسسة العمران في المستقبل دور أساسي في توجيه عملها في المجال الاجتماعي أساسا، من خلال إعطاء قوة نافذة لتدخل الدولة، للرفع أكثر من قوة العطاء، ومن القدرة على الأداء للتخفيض من العجز السكني وللاندماج في إطار أوسع، لا يكتفي بتوفير السكن، بل يسعى أيضا إلى توفير الدخل، وتحسين الظروف المعيشية العامة والولوج إلى الخدمات العمومية والمرافق الاجتماعية". وأفاد أن الوزارة بصدد إنهاء برنامج خاص استعجالي لبعث الروح في مدينة تامسنا وتامنصورت، وأنها تسعى إلى تصحيح كل السلبيات في إطار تكامل مطلق، بدعم من الحكومة وتضافر الجهود بين الوزارة ومؤسسة العمران. وفي مداخلة له، أكد بدر الكانوني، المدير العام لمجموعة مؤسسة العمران، أن "المجموعة تسعى إلى كسب رهان المؤسسة المواطنة، من خلال لعب دور طلائعي، عبر إطلاق عمليات سكنية نموذجية، من خلال تشجيع وتطوير الجودة في تصميم وإنجاز البرامج السكنية، وتحقيق التمازج الاجتماعي، واحترام الولوجيات في المباني، واعتماد أساليب البناء المحترمة للبيئة، التي تحقق الاستدامة والنجاعة الطاقية خدمة لتطلعات المواطن:. وأبرز الكانوني أنه، انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية ومضامين البرنامج الحكومي، تعمل المجموعة على بلوغ أهداف أساسية، تتمثل في المساهمة في امتصاص العجز السكني الاجتماعي، إما مباشرة أو في إطار الشراكة مع القطاع الخاص، وتلبية الطلب الجديد على هذا النوع من السكن لفائدة الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، وتحسين ظروف سكنها، ومواصلة الجهود الرامية إلى معالجة مختلف تجليات السكن غير اللائق. وأشار إلى أن المجموعة تفتخر بأنها على رأس لائحة المستثمرين في القطاع العمومي، إذ تمكنت، في الخمس سنوات الماضية، من استثمار ما يزيد عن 36 مليار دهم، وإنجاز 540 ألف وحدة سكنية، وحشد أزيد من 300 من الفاعلين في القطاع الخاص على المستوى الوطني والدولي. كما استفاد من المشاريع المختلفة والمتنوعة للمجموعة، حسب الكانوني، ما يزيد عن 4 ملايين من المغاربة.