شهد المستشفى الميداني الطبي والجراحي، الذي تقيمه القوات المسلحة الملكية بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس بقطاع غزة٬ إقبالا كبيرا من لدن المرضى في اليوم الثالث من بدء هذه الوحدة الاستشفائية في تقديم الخدمات الطبية المجانية للمصابين والجرحى. واستقبل المستشفى، منذ يوم السبت المنصرم، وحتى الآن، المئات من الحالات جرى توزيعها على مختلف التخصصات، بعضهم أصيب بشظايا صواريخ جيش الاحتلال التي انفجرت غير بعيد عن التجمعات السكنية، وكذا حالات تعاني أمراضا مزمنة لا يتوفر القطاع على المعدات والأدوية اللازمة لعلاجها. وكان نصيب قسم طب الأطفال الأوفر من مجموع الاستشارات الطبية، التي أجريت حتى الآن بالمستشفى الميداني الطبي والجراحي المغربي (أزيد من 100 حالة)، وهو ما يعكس حجم معاناة أطفال القطاع تحديدا، ومجموع سكانه على العموم، سواء من جراء الحصار أو القصف. وإلى جانب الإسعافات المقدمة نتيجة الإصابة٬ تعمل الوحدة النفسية بالمستشفى على تقديم الدعم النفسي للأطفال، الذين تأثرت نفسيتهم بشكل لافت جراء قوة وجسامة الدمار الذي خلفه القصف. ويقول الدكتور أحمد حجي، أخصائي الأطفال (المستشفى الإقليمي بالقنيطرة)، إن هذه الحالة النفسية المتأزمة لدى الأطفال صاحبها ظهور أعراض جانبية، تمثلت أساسا في ضعف الشهية، وضعف النوم، والاضطراب في النطق والخوف. وتابع الدكتور حجي في تصريحات، استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مصلحة طب وجراحة الأطفال استقبلت خلال يوم واحد (يوم الأحد المنصرم) 83 حالة، قدمت لها العلاجات اللازمة من أدوية وفحوصات ونصائح طبية. وأشار إلى أن هناك تجاوبا كبيرا بين الطاقم الطبي والمرضى بالمستشفى بما يشكل مؤشرا على استحسان الفلسطينيين لهذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة وامتنانهم للمغرب على الوقوف بجانبهم خلال المراحل الحرجة. من جهته، أوضح العقيد عبد الصادق الخطابي، الأستاذ المبرز وأخصائي الطب الباطني أن المصلحة سجلت إقبالا مهما، خلال اليومين الماضيين، لافتا إلى أن أبرز الحالات الوافدة تمثلت في مرضى الجهاز الهضمي والتهابات المعدة والضغط والكوليسترول والروماتيزم. وعبر عدد من المرضى الذين تلقوا العلاج بالمستشفى في تصريحات مماثلة عن شكرهم وتقديرهم لهذا الدعم الإنساني، الذي قدمته المملكة المغربية مؤكدين أن إحداث المستشفى وفر عليهم عناء السفر برا إلى مصر، ومنها إلى دول أخرى لتلقي العلاجات. وأضافوا أن المستشفى الميداني الطبي والجراحي المغربي ساهم في تخفيف الضغط على الوحدات الاستشفائية في القطاع، والتي تفتقر إلى المعدات والتجهيزات بسبب الحصار، علاوة على تلقيهم الأدوية بالمجان، بما يخفف من العبء المادي الذي يواجهونه. يذكر أن المستشفى الطبي والجراحي الميداني المغربي بغزة يقدم خدمات طبية لفائدة المرضى في مختلف التخصصات الجراحية، خاصة جراحة الدماغ والأعصاب، والجراحة الباطنية، وجراحة العظام والمفاصل، وجراحة الأطفال، والجراحة الصدرية، بالإضافة إلى وجود أخصائي في الحروق، وتخصصات طبية في مجالات الطب الباطني وطب القلب والشرايين والمستعجلات وطب الأنف والأذن والحنجرة وطب العيون. كما تتوفر هذه الوحدة الصحية والاستشفائية على قسم للنساء والتوليد، وآخر للإنعاش، وقاعة للعمليات والتخدير، ومختبر ومرافق للعلاجات الأولية، وقاعات للمستعجلات، علاوة على أحدث التجهيزات اللازمة لإجراء الفحوص الطبية والأشعة بما سيمكن من التخفيف من معاناة الفلسطينيين، وتجاوز الخصاص الذي يعرفه القطاع في مجال الخدمات الطبية. ويشرف على تأمين الخدمات بالمستشفى طاقم طبي ومواز مكون من 92 شخصا من بينهم 26 طبيبا عسكريا ومدنيا من مختلف التخصصات وممرضون وأطر تقنية وموازية وطبيبتان للنساء والتوليد ومساعدتان في التوليد.(و م ع)