أعرب أعضاء الجالية المغربية المقيمون بمنطقة واشنطن الكبرى٬ عن تضامنهم٬ في مواجهة إعصار ساندي٬ مع إخوانهم المقيمين في نيويورك وولاية نيوجيرسي٬ اللتين تضررتا بشكل كبير بفعل هذه العاصفة "المدمرة"٬ التي تسببت في انقطاع الكهرباء عن 7 ملايين أسرة٬ وخلفت مقتل 21 شخصا. وكان حاكما ولايتي فيرجينيا وماريلاند وعمدة واشنطن دي سي أعلنوا٬ منذ الجمعة المنصرم٬ حالة الطوارئ من أجل مواجهة هذا الإعصار، الذي وصفته مديرية الأرصاد الجوية ب"المهول"٬ والذي صاحبته رياح عنيفة بلغت قوتها٬ في بعض الأحيان٬ 160 كلم في الساعة٬ وفيضانات وتساقطات ثلجية٬ كما هو الحال بغرب فيرجينيا. وقال حسن سمرهوني٬ رئيس النادي المغربي-الأمريكي بواشنطن٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ "لقد كنا حريصين بشأن هذا القرار٬ وتهيأنا لجميع النتائج التي قد تترتب عن ذلك"٬ معربا عن الأسف لعدم تمكنه من الاتصال بأصدقائه المقيمين بنيويورك وبولاية نيوجيرسي٬ المنطقتين الأكثر تضررا من إعصار ساندي. وأكد في هذا الإطار أن "الاتصالات الهاتفية أصبحت مستحيلة خلال 24 ساعة الأخيرة٬ كما أن بعض أصدقائنا وأقاربنا اختفوا من الشبكات الاجتماعية مثل الفايسبوك والتويتر"٬ مضيفا أن "بعض المغاربة المقيمين بنيوجيرسي غادروا، يوم الثلاثاء المنصرم، منازلهم متجهين نحو فيرجينيا للمكوث عند أصدقائهم في انتظار تحسن الأجواء". من جهته٬ أكد أبوبكر أبي السرور٬ وهو مواطن مغربي يعمل بالبنك الدولي٬ أنه لم يتمكن إلى حدود الساعة من الالتحاق بعائلته بفيرجينيا٬ حيث كان في مهمة بالمغرب٬ وذلك بسبب إلغاء العديد من شركات الطيران لرحلاتها الجوية نحو الولاياتالمتحدة٬ من بينها الخطوط الملكية الجوية. وكان مطار ريغان ودالاس (ضاحية واشنطن) أغلقا أبوابهما٬ كما جرى ترحيل جميع الطائرات٬ منذ الجمعة الماضي٬ لتقليص حجم الخسائر المادية. وقال أبي السرور٬ في تصريح مماثل٬ "إنني على اتصال بعائلتي عبر الهاتف٬ وليس هناك ما يدعو إلى القلق"٬ مضيفا أنه حرصا على سلامة العائلة٬ فقد قرر أعضاؤها قضاء ليلة أمس الاثنين لدى بعض أصدقائهم الذين يقطنون بمناساس بفرجينيا٬ وسيعودون في اليوم نفسه إلى منزلهم"٬ مضيفا أنه لن يستطيع الالتحاق بذويه إلا في الثاني من نونبر الجاري "إذا لم يكن هناك أي تعليق آخر للرحلات الجوية". من جانبه٬ أكد سفير المغرب بالولاياتالمتحدة٬ رشاد بوهلال٬ في تصريح مماثل، أيضا٬ أن السفارة "لم تتلق إلى حدود الآن أي اتصال من أي مواطن مغربي"٬ مضيفا أن المصالح المختصة "ظلت يقظة في إطار مقاربة القرب والإصغاء للجالية المغربية". وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية٬ يوم الثلاثاء المنصرم، أن إعصار "ساندي" أسفر عن مقتل 21 شخصا٬ وتسبب في انقطاع الكهرباء عن 7 ملايين أسرة. وبالعاصمة واشنطن٬ ظلت الوكالات الفيدرالية والمرافق العمومية والمدارس مغلقة٬ يوم الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي. كما أن مصالح المترو وحافلات النقل العمومي بالعاصمة٬ والتي تنقل يوميا نحو 1,5 مليون شخص٬ ستظل بدورها معطلة طيلة الثلاثاء. وتسبب هذا الإعصار٬ الذي يأتي على بعد أسبوع واحد من الاقتراع الرئاسي٬ في توقيف مؤقت للحملة الانتخابية٬ حيث عاد الرئيس باراك أوباما٬ يوم الاثنين المنصرم٬ إلى البيت الأبيض لمتابعة تطورات الوضع٬ بينما ألغى المرشح الجمهوري ميت رومني لقاء انتخابيا كان مقررا بولاية ويسكنسن٬ وكذا مجمل برنامجه الانتخابي يوم الثلاثاء. وأمام هذا الوضع٬ اعتبر عدد من المحللين السياسيين أن هذه الظاهرة الطبيعية ستكون بمثابة هدية للرئيس المنتهية ولايته٬ بالنظر إلى أنها ستشكل محور التغطية الإعلامية الوطنية خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي المقابل٬ سجل آخرون أن إعصار "ساندي" سيؤثر على فرص إعادة انتخاب أوباما لولاية رئاسية ثانية٬ موضحين أن أحوال الطقس ستجبر الناخبين الراغبين في القيام بتصويت مبكر على البقاء ببيوتهم٬ في وقت يراهن فيه جناح أوباما على التصويت المبكر لتوسيع الفارق عن منافسه الجمهوري. واعتبر الاقتصاديون أنه ينبغي التريث قبل القيام بأي تقييم للانعكاسات الاقتصادية لإعصار "ساندي"٬ مؤكدين في الوقت ذاته أنه سيؤثر لا محالة بشكل سلبي على الناتج الداخلي الخام للولايات المتحدة، خلال الثلاثة أشهر الثالثة من السنة الجارية.(و م ع)