في مبادرة تعد الأولى من نوعها بالمغرب، أسست مجموعة من مستعملي الطب النفسي، جمعية تعنى بشؤون المصابين بمشاكل الصحة النفسية، تحمل اسم "الجمعية المغربية لمستعملي الطب النفسي". وقالت أمال موطران، الكاتبة العامة للجمعية، إن "مستعملي الطب النفسي قرروا الخروج إلى العلن، وتأسيس جمعية تدافع عن حقوقهم، وإعلان مطالبهم لتحسين التكفل الطبي بهم واستشفائهم. وأضافت موطران، في تصريح ل"المغربية"، أن من أهداف الجمعية المناداة باحترام حقوق المرضى في الاستمرار في عملهم، سيما الذين يوجدون في حالة مستقرة، وتمكينهم من أعمال تتناسب وحالتهم الصحية. وتحدثت عن سعي الجمعية إلى تحسيس المجتمع بضرورة احترام شخص المريض نفسيا، من خلال ضمان إدماجه في المجتمع وعدم استبعاده اجتماعيا أو تحسيسه بالتمييز أو النظرة الدونية، لضمان عدم الإضرار النفسي الاعتباري الذي يزيد من حجم المرض ويؤخر نجاعة العلاجات. وأبرزت الكاتبة العامة للجمعية المغربية لمستعملي الطب النفسي أن نشاط الجمعية يهدف إلى لفت انتباه المسؤولين إلى حاجة مستعمل الطب النفسي إلى تطوير علاجاته الطبية، وفقا لتطور الطب، والرفع من جودة استشفائه وتمكينه من الأدوية بشكل مجاني، على اعتبار أن شريحة عريضة من هؤلاء المرضى لا يشتغلون، وبالتالي، لا يتوفرون على أي مورد للرزق، مبينة أهمية إحاطة المرضى وعائلاتهم بالدعم المعنوي، ومنحهم الثقة في النفس، لضمان تكفل أفضل بصحتهم. وسبق لأعضاء الجمعية المغربية لمستعملي الطب النفسي أن شاركوا جمعية "أملي" لعائلات المصابين بأمراض نفسية، الأسبوع الماضي، تنظيم لقاء تواصلي حول الصحة النفسية في المغرب، حول موضوع السعادة والصحة النفسية، أطره البروفيسور إدريس موساوي والدكتور يوسف موحي، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية. وكانت وزارة الصحة أجرت دراسة حول أكثر أنواع الأمراض النفسية، ومنها أمراض القلق النفسي، التي تنتشر بنسبة 12.8 في المائة، بينما تنتشر الإصابة بحالة القلق العامة بنسبة 9.3 في المائة، أما حالة القلق الناتجة عن التعرض للصدمات، سواء بعد فقدان قريب أو رحيل شخص عزيز، فتمس 2.1 في المائة من المواطنين. وخلافا لذلك، يصيب الرهاب الاجتماعي أو"الفوبيا الاجتماعية" 6.3 في المائة من المواطنين، بينما يمس الخوف من الأماكن 12.8 في المائة من المغاربة، وينتشر مرض الاكتئاب بين المواطنين بنسبة 26.5 في المائة، ويمس النساء أكثر من الرجال. أما مرض الفصام، فيمس قرابة 1 في المائة، بينما تقدر نسبة انتشار مرض الوسواس القهري بين المغاربة ب 6.6 في المائة.