أكد سفير المغرب بالكويت يحيى بناني٬ أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دولة الكويت تشكل "محطة مشرقة"، في مسيرة التعاون القائم بين البلدين. واعتبر السفير في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن الزيارة الملكية إلى هذا البلد الخليجي "ستسهم حتما في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الأخوية الممتازة والمتينة التي تجمع بين البلدين، والتي يؤكدها تطابق المواقف ووجهات النظر إزاء القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك٬ وفي تقوية التعاون الاقتصادي الذي يستمد قوته من الروابط التي تجمع البلدين الشقيقين منذ عقود". ورأى السفير أن العلاقات المغربية-الكويتية٬ شكلت على مر التاريخ "نموذجا يحتذى به على صعيد العلاقات العربية - العربية٬ بالنظر إلى خصوصياتها ومتانتها وتفاعلها الإيجابي مع كافة القضايا العربية والدولية". وذكر بناني بأن الزيارة التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى الكويت في يناير 1960، غداة حصول إمارة الكويت الشقيقة على استقلالها٬ "شكلت إطارا مرجعيا في مسار العلاقات الثنائية التي تعززت منذ ذلك الحين في مختلف المجالات بفضل الاتصالات المنتظمة والتشاور السياسي الدائم والتعاون الاقتصادي المثمر الذي يشمل العديد من القطاعات". وفي هذا السياق٬ أعرب السفير عن ارتياحه "للتطور المطرد" الذي تعرفه هذه العلاقات والتي تزداد عمقا ورسوخا٬ وتجسده الروابط الأخوية والتاريخية ووشائج الوئام والوفاء بين البلدين الشقيقين بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح". وسجل أن الزيارات الأخوية المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين٬ خاصة الزيارة التي قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى المغرب في أكتوبر 2010، والتي أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة٬ وكذا زيارة جلالة الملك محمد السادس لدولة الكويت في أكتوبر 2002 وما ترتب عنها من نتائج إيجابية٬ "خير شاهد على عمق ومتانة العلاقات المتميزة بين البلدين". وسجل يحيى بناني٬ أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية٬ سواء في ما يتعلق بالمبادلات التجارية أو التعاون المالي٬ تؤطرها عدة اتفاقيات وبرامج تنفيذية ثنائية٬ تشمل قطاعات التجارة والاقتصاد والصناعات التقنية والثقافة والإعلام والسياحة، بالإضافة إلى عدة برامج تنفيذية تهم التعاون في قطاعات أخرى كالجماعات المحلية والتشغيل والطاقة والمعادن والتربية والتعليم والتجهيز والنقل والإعلام. وينضاف إلى إطار التعاون الثنائي القائم٬ يضيف السفير٬ حرص البلدين على تفعيل صيغ الشراكة الاقتصادية البينية٬ عبر الاستفادة من الصناديق الكويتية لتمويل مشاريع تنموية كالهيئة العامة للاستثمار٬ والصندوق الكويتي للتنمية. واعتبر يحيى بناني٬ أنه موازاة مع تطور التعاون الاقتصادي الثنائي٬ يبرز بشكل جلي٬ "مسلسل التشاور والتنسيق المستمر في المجال السياسي بين البلدين٬ استلهاما للرؤى النيرة لقائدي البلدين٬ سواء في ما يتعلق بالقضايا الثنائية أو الإقليمية والدولية". وأشار إلى أن مسلسل التشاور والتوافق السياسي بين البلدين الشقيقين٬ يتجلى في موقف دولة الكويت المبدئي والداعم للوحدة الترابية للمملكة٬ وحرصها على دعم الجهود التي يبذلها المغرب في هذا الإطار من أجل إيجاد حل عادل لقضية الصحراء المغربية. ويقوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس ابتداء من الثلاثاء المنصرم، بزيارات عمل رسمية تشمل السعودية، ودول قطر، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وهي البلدان الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي المساهمة في برامج التمويل على شكل هبات لمشاريع التنمية بالمغرب في إطار الشراكة الاستراتيجية المبرمة سنة 2011، بين المملكة المغربية ومجلس التعاون الخليجي.