"اللهم إن هذا منكر، لا يعقل أن تعرض الأسماك وفواكه البحر تحت أشعة الشمس الحارة"، عبارة رددتها لطيفة شربيترة، بائعة فواكه البحر في سوق السمك، بالسوق المركزي (مارشي سنطرال)، في الدارالبيضاء تجار السمك وفواكه البحر يطالبون بتسريع وتيرة البناء (أيس بريس) خلال وقفة نظمها تجار السمك صباح أمس الخميس داخل السوق، احتجاجا على عدم تسريع وتيرة بناء واجهات محلات بيع السمك، وعدم التزام السلطات المحلية بالاتفاق حول مدة انتهاء أشغال البناء المحددة في أجل شهرين. وأضافت البائعة بصوت مبحوح "شعرنا بالظلم والحكرة، بعد وضعنا في مكان لا يوجد به حاجز يحجب أشعة الشمس الحارة، التي تسببت في إتلاف الأسماك". وقالت شربيترة إنها قضت أزيد من 42 سنة داخل السوق المركزي، تبيع السمك في جو خال من المشاكل، ومحلها يعرف إقبالا كبيرا من طرف زبناء فواكه البحر، لتجد نفسها اليوم تهش الذباب، متسائلة "أين سنذهب، بعد عودة أصحاب المطاعم؟". أما حمزة الجبلي، بائع السمك منذ 4 سنوات بالسوق، فأكد أن جميع التجار تكبدوا خسارة مالية كبيرة بسبب منحهم خيما بلاستيكية لا تتوفر على المعايير الصحية وتتسبب في إتلاف السمك. وزكى الأمر ذاته بائع ثان أمضى 18 سنة في السوق المركزي، مشيرا إلى أن عملية إصلاح واجهات بيع السمك، استغرقت مدة طويلة، ما جعل التجار ينتفضون ويحتجون على التأخير. "شعرنا بالظلم والضياع والإهانة، بتسليمنا خيما بلاستيكية، تزيد من ارتفاع درجة الحرارة، وتتسبب في إتلاف الأسماك رغم جودتها"، كلام رددته فوزية بنطاح، المرأة الوحيدة المتخصصة في بيع السمك وسط الرجال بسوق السمك. وقالت بنطاح بصوت عال "لا يعقل أن نتكبد خسارة مالية كبيرة ونفقد زبناءنا، علما أن شهر الصيام يعرف إقبالا كبيرا على الأسماك، ولا نستطيع البيع في مكان تدخله أشعة الشمس من كل مكان". من جهته، قال حسن بكار، نائب رئيس الجمعية البيضاوية لتجار"مارشي سانطرال"، ل"المغربية"، إن من دواعي تنظيم الوقفة "عدم التزام السلطات المحلية بوعدها بانتهاء عملية البناء في أجل لا يتعدى شهرين، وفوجئنا بعدم تسريع الوتيرة والاعتماد فقط على ثلاثة عمال بناء". واعتبر بكار عدم الاستعانة بطاقم كبير من عمال البناء، من شأنه أن يؤخر البناء واستلام تجار الأسماك لمحلاتهم التجارية، مؤكدا أن السلطات وعدت التجار بتسليمهم براريك لبيع الأسماك، بدل الخيم البلاستيكية المضرة بالصحة. وأوضح بكار أن بائعي السمك لا يتوفرون على الماء لتنظيف السمك، والكهرباء لاستعماله للمبردات، مشيرا إلى أن التجار يعرضون أسماكهم في ظروف غير ملائمة، أفقدتهم الزبناء. وكان تجار السمك بالسوق المركزي، فوجئوا بهدم 32 محلا (20 محلا لبيع الأسماك و12 محلا لبيع فواكه البحر)، إذ اعتبر التجار أن قرار الهدم جائر في حقهم، خاصة أنه تزامن مع رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا على الأسماك، بينما قال عبد الله الزوهري، مهندس بالمجلس الجماعي بالدارالبيضاء، إن منصات محلات بيع السمك وفواكه البحر أصبحت متهالكة وغير صالحة، ما يستدعي هدمها وإعادة بنائها، تحسبا لأي حوادث. يشار إلى أن لجنة تضم رؤساء المصالح بالمجلس الجماعي، ومكتب الدراسات والمقاول، وممثلا عن تجار الأسماك بالسوق المركزي، كانت أصدرت قرارا بهدم منصات محلات الأسماك وفواكه البحر، لتجديد بناياتها.