أضحى سكان شيشاوة مهددين بكارثة بيئية أمام لامبالاة المسؤولين، الذين لم يحركوا ساكنا، رغم تنفيذ السكان سلسلة من وقفات ومسيرات الاحتجاج، يتهمون من خلالها المسؤولين بالعبث بكرامتهم وسلامتهم الصحية، التي تتهددها الأوبئة والأمراض بسبب تردي الوضع البيئي بمحاذاة منازلهم، منددين، في الوقت ذاته، بما يتعرضون له على حد وصفهم من "إقصاء وظلم وقهر وتهميش". ويعيش سكان شيشاوة خلال هذه الفترة من فصل الصيف معاناة حقيقية، بسبب انتشار الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والمنبعثة من محطة تطهير السائل التي هيأت الظروف المناسبة لظهور الحشرة الموسمية "الشنيولة"، علاوة على بعض الأمراض الجلدية والتنفسية، ما دفع العديد من السكان المتضررين إلى بيع منازلهم بأبخس الأثمان هربا من جحيم هذه المحطة. وتحولت محطة تطهير السائل، التي جرى إحداثها سنة 2007، إلى مكان لصرف مياه الوادي الحار عبر قنوات يجهل السكان مصدر قدومها، الأمر الذي يخلف روائح كريهة جدا، ويساعد على انتشار الجراثيم والميكروبات والبعوض. ويشكل هذا الواقع البيئي والصحي المتردي، حسب بعض المتضررين، بيئة خصبة وملائمة لظهور وباء الليشمانيا، خاصة أن بعض التقارير الطبية تفيد أن انتقال هذا المرض إلى الإنسان غالبا ما يكون مصدره الكلاب والحشرات خصوصا بعوض "الفليبوتوم" الذي يكون محملا بالجرثومة المسببة للوباء.