أضحى سكان حي بوعكاز بالمحاميد، القريب من مطار مراكش المنارة الدولي، مهددين بكارثة بيئية، أمام لامبالاة المسؤولين، الذين لم يحركوا ساكنا..صهريج بمساحته 2 هكتارات تحول إلى مطرح لجمع النفايات والأزبال (خاص) رغم حلول لجنة مختلطة تضم طاقما طبيا من المندوبية الجهوية للصحة، حسب العديد من المتضررين من صهريج، تبلغ مساحته حوالي 2 هكتارات، تحول إلى مطرح لجمع النفايات والأزبال، والتخلص من المياه العادمة، التي تزكم رائحتها الكريهة الأنوف. وتسبب تجمع النفايات في تلويت المياه المتجمعة في الصهريج، بسبب التساقطات المطرية، ما ساعد على انتشار مختلف أنواع الحشرات والفئران، الأمر الذي شغل بال سكان الحي المذكور، الذين شرعوا في توجيه مراسلات إلى الجهات المسؤولة، لإيجاد حلول للكارثة البيئية، التي أصبحت تهدد سلامتهم وصحتهم، دون توصلهم بجواب، إلى حدود كتابة هذه السطور. ويحدث هذا في الوقت الذي تستعد الحكومة لإعداد مشروع ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، بعد إنهاء المشاورات الجهوية حول المشروع، ومناقشة القضايا البيئية بجهة مراكش- تانسيفت – الحوز، على غرار باقي جهات المملكة. وتحدث المتضررون، في لقائهم مع "المغربية"، عن ظهور مجموعة أمراض غريبة في صفوف بعض التلاميذ، في مؤسسة للتعليم الابتدائي وسط الحي، خصوصا مرض "الليشمانيا" الجلدي، الذي يترك ندوبا في مناطق الجلد الظاهرة، وهو من الأمراض الطفيلية المعدية، التي تسببها حشرة ناقلة تسمى "فليبتوم"، إذ جرى تسجيل 3 حالات، على الأقل، في صفوف تلاميذ المؤسسة المذكورة، ضمنهم فتاة تبلغ حوالي 10 سنوات، تأكدت إصابتهم ب"الليشمانيا" أو مرض الفئران، كما يسميه سكان المنطقة، بمقتضى شهادة طبية. وأحيل التلاميذ على المستشفى الجامعي محمد السادس بقسم الأطفال لتلقي العلاجات الضرورية، بينما اضطر حارس عمارة سكنية لنقل ابنته المصابة بالمرض الجلدي إلى مسقط رأسه، بضواحي مدينة دمنات، لمتابعة دراستها، وتلقي العلاجات الضرورية، طبقا لوصفات الطبيب المعالج. وأرجع العديد من سكان حي بوعكاز، الذين يتخوفون من تفشي "الليشمانيا" مع حلول فصل الصيف، أسباب انتشاره إلى ما تخلفه أعداد الفئران، التي تتكاثر جراء المستنقع الملوث، وما تستقطبه من ذباب وحشرات، تؤدي لسعاتها إلى ظهور حساسية مفرطة، تنتهي ببروز بقع والتهابات فطرية، وتقيحات في الجلد، يمكن أن تتطور إلى تشوهات مستديمة. وقال أحد السكان المتضررين "ماقدرناش نحلو الشراجم ديال ديورنا، ولينا نخافوا من الحشرات"، معبرا عن استيائه من الوضع المزري لحي بوعكاز، الذي أصبح غارقا في البؤس والإهمال، بعد اكتشاف المرض الجلدي، وانتشار مختلف الحشرات. واستنكر المتضرر تحويل الصهريج المحاذي للباب الرئيسي لمطار مراكش الدولي إلى فضاء للمشردين والمنحرفين لتناول المخدرات، ما يشكل خطرا على المارة، خاصة النساء والفتيات. كما أصبح المنحرفون يتربصون بالمارة، خصوصا بالليل، مستغلين غياب الإنارة، ويسلبونهم ما بحوزتهم، ويتحرش البعض منهم بالفتيات والنساء.