في سابقة مثيرة وخطيرة، اختارت الجماعة القروية ببومية، إقليمخنيفرة، نقل مطرح النفايات إلى جوار دار الولادة بالمنطقة، الأمر الذي أثار عاصفة من الغضب وردود الفعل بين عموم السكان وفعاليات المجتمع المدني، وبذلك «فضلت» الجماعة أن يستنشق كل مولود جديد حقه من الأزبال، ليعتاد عليها في أفق التعايش مع هذه الآفة البيئية التي عجزت الجماعة عن تطويقها، وقد لا يستحيي بعض مسيري هذه الجماعة من النزول إلى الناس في إطار حملاتهم الانتخابية السابقة لآوانها للعزف من جديد على شعارات البيئة النظيفة، وأمام فضيحة أزبال دار الولادة، لم يفت الساهرين على شؤون الدار مراسلة الجهات المسؤولة على قطاع الصحة، بقصد إثارة انتبهاهها لخطورة تواجد المطرح بجوار دار الولادة. وسبق لسكان تغرمين ببومية أن تظاهروا احتجاجا على مطرح النفايات، والواقع في قلب أشهر أسواق الإقليم، حيث اتخذته الجماعة مكانا «مؤقتا» ليصبح دائما، وقد باءت كل محاولات السكان بالفشل في المطالبة برفع هذه «المصيبة البيئية» نتيجة اصطدامهم المستمر باللامبالاة الممنهجة من جانب المجلس القروي، وإزاء ذلك ظل مطرح الأزبال المعلوم بتغرمين فضاء كريها و«حديقة سوداء» تقصدها الكلاب الضالة ومختلف أصناف الحشرات، فضلا عما يسببه ذلك من انعكاسات سلبية على حياة الأطفال والمرضى والمصابين بضيق التنفس والحساسية، ولم تخجل الجماعة يوما من محاولة نفض يديها من المشكل بتراجعها عن توفير الوقود لآليات كان قد تم جلبها من أجل إصلاح وتسوية مطرح الأزبال. وكما ليس غريبا أن نسمع بجمعية محلية بادرت، في غياب الجماعة، إلى تنظيف المقبرة من الأزبال التي غطت قبور أموات المسلمين، فساكنة تغرمين لم يفتها التقدم لدى مختلف السلطات والجهات المسؤولة بسلسلة من الشكاوى والبيانات، وربحا للوقت اكتفت الجماعة، في وقت سابق، بمطالبة السكان بالبحث عن مساحة أرضية لطرح النفايات، وربما عادت فاقترحت نقل المطرح إلى مكان بتغرمين السفلى، رغم أنه يقع بوسط أراض زراعية، وهي فكرة غير مقبولة أساسا، ولم تبادر هذه الجماعة يوما إلى تخليص الساكنة من لعنة الأزبال، اللهم إلا مرة أسرعت فيها إلى «إخفائها» بمناسبة الزيارة الملكية للإقليم، ومرة أخرى عندما لجأت إلى «إبرازها» بمحيط دار الولادة، وهي الفكرة العجيبة التي هزت الرأي العام، والمؤكد أنه من حق السكان الإعلان عن استعدادهم لخوض معركة احتجاجية، ومراسلة مختلف الجهات المسؤولة والمهتمة بقضايا الأطفال، ضد ما اسموه ب «قتلة الرُضع» في إشارة واضحة إلى قضية الأزبال وما تخلفه من تهديدات لصحة المواليد الجدد الذين يستنشقون أنفاسهم الأولى بدار الولادة.