أصيب أزيد من ستة أطفال يقطنون بمنطقة بوعكاز بوباء «الليشمانيوز»، جعل أجسادهم البيضاء النحيفة منخورة ببقع حمراء، بالنسبة إلى حديثي الإصابة، وتحولها إلى بقع تروم نحو السواد، دوائر، تطبع مناطق عدة من أجساد الأطفال الذين أصيبوا بها منذ مدة ليست بالقصيرة. هذا الوباء الذي يصيب الدول المتخلفة، حسب ما تؤكده تقارير المنظمة العالمية للصحة، استفاقت على وقعه العديد من الأسر التي التقت بها «المساء»، لتهرع إلى مستوصف بوعكاز بالدائرة الصحية المحاميد، حيث أكد قسم مكافحة الأمراض الطفيلية بمراكش، استناد إلى وثائق حصلت عليها «المساء»، أن الأعراض التي ظهرت على الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و10 سنوات، تتعلق بوباء «الليشمانيوز». وقد أصاب هذا الوباء أفرادا في أسرة واحدة، إذ لم تسلم «آية. أ» التي تبلغ من العمر 4 سنوات، و«إلهام. أ»، من لسعات هذا الوباء الطفيلي المعدي، ناهيك عن الأضرار النفسية التي أضحت تعاني منها الطفلتان، فالبعض أصبح يرى في الاقتراب والتحدث مع آية وإلهام، اقترابا من الإصابة بهذا المرض المعدي. الشيء نفسه ينطبق على أسرة «ك»، فلم يرحم هذا المرض المعدي الخطير جسمي الأخوين أيوب (4 سنوات) ورحمة (10 سنوات)، فالأسرة أضحت تتخذ كل الاحتياطات لتفادي انتقال هذا الوباء إلى باقي أفراد الأسرة، من النساء والأطفال. فبالإضافة إلى إصابة فاطمة الزهراء مهداوي (10 سنوات) والتي تدرس بالفصل الخامس الابتدائي، فإن ثلاثة أطفال ينتمون إلى أسرة واحدة رفضوا ذكر أسمائهم، هم بدورهم ضحية هذا المرض الذي يشتكي منه سكان المنطقة لما له من أضرار صحية واجتماعية وأخلاقية على المواطنين. وأرجع سكان المنطقة، التي أضحى الرعب يتسلل إلى كل جنباتها، مصدر هذا الوباء إلى مستنقع مائي، يتمركز بالقرب من التجمع السكني والمحاذي لمطار مراكش المنارة، الذي تجتمع فيه كل أنواع وأصناف الحشرات والجردان والأزبال، جراء تجميع كل المياه غير الصالحة للشرب، وأيضا تجمع المياه التي تنجم عن الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة بوعكاز والمناطق المجاورة لها. وأوضح والد أيوب ورحمة. ك، في حديث مع «المساء» أن علاج أحد الأبناء المصابين يتطلب شهريا مبلغا قدره 1500 درهم، في ظل غياب التغطية الصحية، وقصر يد المساعدة، فكيف إذا كان المصابون داخل الأسرة ثلاثة أو أربعة؟ وعبر والد الطفلين عن استيائه من تقاعس المسؤولين عن وضع حد لهذه الكارثة البيئية والبشرية. تقارير طبية أوضحت أن انتقال هذا المرض الخطير إلى الإنسان غالبا ما يكون منبعه الكلاب والحشرات، خصوصا ناموس «الفليبوتوم» الذي يكون محملا بالجرثوم المسبب للداء بعدما يلسع الكلب المصاب أو الإنسان المصاب. وأشارت هذه التقارير إلى أنه غالبا ما يكون وباء «الليشمانيوز» قاتلا بالنسبة إلى الكلب، أما عند الإنسان فهو على 3 صفات، هناك «الليشمانيوز» الجلدية التي تترك آثارا إلى الأبد على البشرة، وكذا «الليشمانيوز» المخاطية التي تدمر مخاطي الأنف والفم، مسببة تشوها فظيعا، وهناك «الليشمانيوز» العضوية التي تكون قاتلة في غياب العلاج.