يعاني سكان إقليم إيمنتانوت التابع لشيشاوة من تفشي وباء الليشمانيات الجلدية، والليشمانيوز هو من الأمراض الطفيلية المعدية التي تسببها حشرة ناقلة تسمى فليبوتوم. ويعود انتشارها في منطقة إيمنتانوت إلى تكاثر الاصطبلات والحيوانات الضالة والفئران والبهائم، بالإضافة إلى عدم استفادة بعض المنازل من خدمات الربط الصحي، بالإضافة إلى انتشار النفايات المنزلية الصلبة، حيث تجد في كل حي ثلاث نقط سوداء إلى خمسة. وقد أكد أحد سكان إيمنتانوت أن شاحنات جمع الأزبال تلعب كذلك دورا في انتشار هذا المرض الذي ظهر بالمنطقة أواخر التسعينيات، لأنها لا تغطي بعض الأحياء كما أنها لا تصل في الوقت المحدد. وقد تم استدعاء الفلاحين العام الماضي من طرف المجلس البلدي لإخراجهم من المجال الحضري لتسبب بهائمهم في انتشار المرض، إلا أنهم احتجوا على القرار. كما عقدت مندوبية الصحة والمكتب البلدي للصحة وجمعيات المجتمع المدني اجتماعا على أساس القيام ببرنامج تحسيسي وعملية رش للمبيدات وإجراء فحوصات للمصابين، إلا أن البرنامج لن ينطلق حتى شهر مارس من السنة الجارية. وعبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن استيائه من بطء السلطات المحلية في معالجة الوباء وتكتمها على عدد من حالات الإصابة بالليشمانيوز الجلدي، ومن إدخال بلدية إيمنتانوت في المجال الحضري رغم أنها لا تملك مقوماته. فيما قال أمل سعيد، طبيب مختص في الأمراض الجلدية، إن عدد الحالات المصابة بالليشمانيوز الجلدي تبلغ حوالي 400 حالة، أغلبها في صفوف النساء والأطفال، ربما لأنهم هم من يقصدون المستشفى للعلاج» ويضيف: «المشكل الرئيسي الذي يؤدي إلى انتشار الليشمانيوز في إيمنتانوت هو وجود الاصطبلات داخل المنازل السكنية وانتشار الأزبال وعدم تغطية قنوات الوادي الحار». وقد شارك أمل سعيد في حملة طبية أول أمس (الأربعاء) بإيمنتانوت ضمن وفد مكون من سبعة أطباء وعاين خمس حالات إصابة بوباء الليشمانيوز الجلدي الذي يترك ندوبا في مناطق الجلد الظاهرة التي تهاجمها حشرة الفليبوتوم، خاصة الوجه. وأكد نفس المصدر أنه لم تسجل أية حالة إصابة بإيمنتانوت بالليشمانيوز الذي يصيب الأحشاء، مما يلحق ضررا كبيرا بالكبد ويؤدي إلى الوفاة وأن علاج الليشمانيات الجلدية هو عبارة عن تلقيح متوفر فقط في المستشفيات.