انضاف طفل آخر إلى لائحة المصابين بوباء «الليشمانيوز» الذي أصاب سبعة أطفال بحي بوعكاز بمنطقة المحاميد بمدينة مراكش، ليرتفع عدد المصابين بهذا الوباء الخطير إلى ثماني حالات. وعلمت «المساء» من مصدر موثوق بأن مدير مدرسة «السعدي» الابتدائية قام بمنع التلميذة «رحمة الكربوبي»، التي تدرس بالمستوى الخامس ابتدائي، من دخول الفصل بدعوى إصابتها بوباء معد. وقد قام والد الطفلة رحمة بالتوجه إلى إحدى المصحات من أجل استصدار شهادة طبية تسمح لابنته بولوج المدرسة. وقد سمح مدير المدرسة الابتدائية للطفلة رحمة (10 سنوات) بولوج الفصل بعد تسلمه شهادةً طبية. وأوضح مصدر ل«المساء» أن طاقما طبيا توجه يوم الاثنين الماضي إلى مدرسة «السعدي»، حيث يدرس أغلب المصابين بوباء «الليشمانيوز»، وقاموا بفحص أطفال المدرسة. ولم يقم الطاقم الطبي، حسب المصادر ذاتها، بأي إجراءات وقائية أو علاجية للمرض، واكتفى بأن طلب من الآباء إحضار أبنائهم إلى المركز الصحي صبيحة اليوم الموالي، لكن الآباء رفضوا هذا الطلب بشكل مطلق احتجاجا على تقاعس المصالح الطبية. وأوضحت مصادر مقربة من أسر المصابين أن آباء ثمانية مصابين يعتزمون خلال الأيام المقبلة رفع دعوى قضائية ضد المصالح الطبية المختصة، بعد حصولهم على العشرات من الشواهد الطبية، التي حصلت «المساء» على نسخ منها. وفي الوقت الذي أحضر فيه الطاقم الطبي أنبوبا بلاستيكيا مخبأ في علبة كارتونية، حسِب السكان أن الطاقم سيعمل على أخذ عينات من مياه الوادي الحار التي تجتمع في مستنقع كبير بمحاذاة التجزئة السكنية قرطبة، اكتفى هذا الأخير ب«استنطاق» آباء المصابين حول مصدر الوباء. وأكد المصدر الطبي أن الوباء الذي ضرب ثمانية أطفال، تترواح أعمارهم ما بين 4 و10 سنوات، مصدره الآباء الذين كانوا مسافرين إلى منطقة بزو، التابعة لمدينة أزيلال، ومنطقة اسميمو، التابعة لمدينة الصويرة، اللتين قال المصدر الطبي للساكنة إنهما تعرفان انتشار هذا الوباء. وعبر عدد من السكان عن استغرابه عدمَ تحرك المصالح المختصة لوقف المياه الكريهة التي تنبعث من المستنقع الذي تطل عليه التجزئة السكنية المقابلة لمطار المنارة الدولي. تقارير طبية أوضحت أن انتقال هذا المرض الخطير إلى الإنسان غالبا ما يكون مصدره الكلاب والحشرات، خصوصا بعوض «الفليبوتوم» الذي يكون محملا بالجرثوم المسبب للداء بعدما يلسع الكلب المصاب أو الإنسان المصاب. وأشارت هذه التقارير إلى أنه غالبا ما يكون وباء «الليشمانيوز» قاتلا بالنسبة إلى الكلب، أما عند الإنسان فهو على ثلاث 3 صفات: هناك «الليشمانيوز» الجلدي الذي يترك آثارا على البشرة تبقى إلى الأبد، وكذا «الليشمانيوز» المخاطي الذي يدمر مخاطي الأنف والفم، مسببا تشوها فظيعا، وهناك «الليشمانيوز» العضوي الذي يكون قاتلا في غياب العلاج.