« حرموا علينا الحياة حتى كرهنا ديورنا وفلاحتنا» ،« راحنا عايشين مكرفصين وسط الروائح والامراض حرام على هاذو اللي داروها هنا» بهذه الكلمات الغاضبة واليائسة يعبر بعض المواطنين وهم يتحدثون للجريدة عن سخطهم واستيائهم من محطة معالجة المياه العادمة التي انجزت بتزاياست القريبة من منطقة شراعة احدى المناطق الفلاحية المهمة باقليم بركان وذلك في اطار ايجاد حل لمشكل تطهير سائل مدينة بركان بدعم من صندوق الاتحاد الاوربي وقد خلقت هذه المحطة لدى الساكنة ومختلف جمعيات المجتمع المدني استياءا عارما وذلك بسبب ما نتج عنها من مظاهر بيئية خطيرة فصهاريجها التي تتجمع فيها المياه العادمة والمفتوحة على السماء تنبعث منها روائح كريهة تكتسح منازل السكان على مدار السنة وتتقوى اكثر في فصل الصيف فيتكاثر الباعوض ومختلف انواع الحشرات هذا بالاضافة الى انعكاساتها السلبية على الفرشة المائية التي اكد مصدر جد مهتم على ان التحليل المختبري لعينات من مياه بعض المنابع المائية المستعملة من لدن السكان والمجاورة لهذه المحطة اثبتت انها تحتوي على ميكروبات وجراثيم تتسرب من هذه المحطة الشيء الذي يخلق لدى هؤلاء السكان قلقا متزايدا من احتمال انتشار الامراض الخطيرة خاصة منها امراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي و الامراض الجلدية يساعدها في ذلك الموقع الذي اختير لهذه المحطة حيث تم انجازها وسط الضيعات الفلاحية مما يصبح من المؤكد ان تتاثر الغلات الزراعية والفلاحية المختلفة بهذا السائل وبالرغم من التطمينات التي يقدمها كل مرة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ببركان للساكنة فانها لازالت تتمسك بضرورة التعجيل بايجاد حل لهذه المحطة وقد سبق لها ان تقدمت بعريضة استنكارية في الموضوع وقعتها 180 اسرة تحتج فيها على الوضعية الماساوية التي تعيش فيها مع ابنائها جراء هذه المحطة ومن جهة اخرى فان مشاكل هذه المحطة قد فتحت نقاشات ساخنة داخل المجلس البلدي لكل من سيدي اسليمان الشراعة ومدينة بركان خاصة في ما له علاقة بمسؤولية المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في هذه المعضلة هذا بالاضافة الى تدخلات مستمرة من طرف بعض الجمعيات خاصة جمعية البيئة والانسان ببركان التي ماانفكت تطالب بمراجعة الطريقة التي يتم بها التعامل مع الجوانب البيئية بالاقليم .