بعدما أصابت مياه الأمطار المتجمعة في الصهريج الموجود بالقرب من إقامة «قرطبة» في حي «بوعكاز» في منطقة المحاميد حوالي 8 أطفال بوباء «اليشمانيوز» الخطير، بات من المؤكد أن عدد الإصابات بهذا الوباء سيرتفع، بعد أن أعطت إدارة مطار مراكش «المنارة» أوامرها للقيام بأشغال من شأنها أن تحول المياه الكثيرة التي تتجمع في ساحة المطار إلى الصهريج، الذي أنتج عددا كبيرا من الحشرات الضارة التي أصابت أزيد من 8 أطفال بوباء «الليشمانيوز». وقد عاينت «المساء» أشغال ربط الصهريج بقنوات تحت أرضية تُمكّن من صرف مياه الأمطار التي تتجمع في مطار مراكش المنارة إلى الصهريج. وقد شرعت مياه الأمطار، بعد التساقطات المطرية الأخيرة، في التجمع في الصهريج المجاور لحي «بوعكاز»، الذي يضم أزيد من 600 أسرة. كما أن الصهريج، الذي تطل عليه إقامة «قرطبة»، التي تضم 182 شقة، تحول قبل فترة التساقطات المطرية إلى مكان لصرف مياه الواد الحار عبر قنوات بلاستيكية يجهل السكان مصدر قدومها، الأمر الذي يخلف روائح جد كريهة ويساعد على انتشار الجراثيم والميكروبات والبعوض في محيط الصهريج، الذي أصبح مأوى لتجمع الكلاب الضالة. ويشكل هذا الواقع البيئي والصحي المتردي، حسب بعض السكان الذين تحدثوا ل»المساء» بيئة خصبة وملائمة لظهور وباء «الليشمانيوز»، الذي أصاب في شهر نونبر من السنة الماضية 8 أطفال يقطنون بالحي المذكور. وتفيد تقارير طبية، تتوفر «المساء» على نسخ منها، أن انتقال هذا المرض الخطير إلى الإنسان غالبا ما يكون مصدره الكلاب والحشرات، خصوصا بعوض «الفليبوتوم»، الذي يكون مُحمَّلاً بالجرثوم المسبب للوباء. كما تتسبب هذا الروائح الكريهة المنبعثة من الصهريج المقابل للباب الرئيسي لمطار مراكش المنارة، من جهة شارع «كماسة»، في ظهور عدد من الأمراض في صفوف سكان الحي، وبالخصوص بين الأطفال الصغار، وهي الأمراض الجلدية وأمراض العيون المرتبطة بحساسية هؤلاء الصغار من هذه الروائح النتنة. وقد أصبح هذا الصهريج، ذو الشكل المثلث، مرتعا للقوارض والأفاعي والعقارب التي تهدد سلامة أطفال الحي، الذين عادة ما يلعبون بجواره. كما أنه تحول إلى ملاذ آمن للصوص والمنحرفين والشواذ الذين يمارسون فيه شذوذهم الجنسي، تضيف نفس المصادر. وكانت مجموعة من وداديات حي «بوعكاز» واتحاد الملاكين المشتركين في إقامتي «غرناطة» و»قرطبة»، قد راسلت مجلس مقاطعة المنارة في شهر يناير الماضي لتطلعه على معاناة السكان المستمرة من الروائح الكريهة المنبعثة من الصهريج، وما تسببه من أمراض لأبنائهم. وأقر مجلس مقاطعة المنارة، بعد زيارة لجنة تقنية إلى الصهريج، في رسالة إلى المشتكين، حصلت «المساء» على نسخة منها، بأن الصهريج يشكل ضررا للسكان، وأن المجلس يرى ضرورة إحالة شكايتهم على المصالح المختصة قصد اتخاذ القرار المناسب في الموضوع.