تزامن تقرير لمجلس الجالية المغربية بالخارج، قدم للصحافة أخيرا بالرباط٬ حول معاناة المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا بسبب الأزمة في هذا البلد، مع نداء وجهه، سعيد الحارثي، مهاجر وجمعوي بالعاصمة مدريد، عبر "المغربية"، من أجل العمل على إنقاذ جيل من أبناء المغاربة في إسبانيا من الضياع. وأوضح الناشط الجمعوي أن استفحال البطالة بين المهاجرين قاد بعض أبناء الجالية المغربية في إسبانيا إلى السجن، وأثر على الحالة النفسية والتربوية للبعض الآخر، الذين باتوا يجدون صعوبات كبيرة في متابعة دروسهم، بسبب انشغال آبائهم وأولياء أمورهم بالبحث عن سبل جديدة لكسب قوتهم اليومي، وعدم تجاوبهم مع الملاحظات، التي تبديها إدارات المدارس التي يتعلم فيها أبناؤهم. وكشف الحارثي، استنادا إلى دراسات ميدانية أنجزتها جمعيات تعنى بالمهاجرين المغاربة، أن أغلب الآباء المغاربة في مدريد، مثلا، غير متعلمين، وبالتالي لا يمكنهم متابعة مردودية أبنائهم في المدارس الإسبانية، التي تعتمد أساسا على عمل التلميذ داخل البيت. ولمساعدة هؤلاء التلاميذ، الذين وصفتهم دراسة، أنجزتها مؤسسة "إيوي" الإسبانية، ب"الجيل التائه"، قالت جمعية "ألف" المغربية إنها بادرت إلى تقديم دروس في التقوية لأبناء المهاجرين المغاربة بمدريد، يساهم فيها أساتذة متطوعون. وقال الحارثي إن هذه المبادرة لقيت استحسانا من قبل الآباء، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الدعم المادي والمعنوي، مضيفا، في تصريح ل"المغربية" من مدريد، أن جمعية "ألف" اتصلت بسفارة المغرب بمدريد من أجل مدها ببعض المساعدات لكنها عادت خالية الوفاض، بدعوى أن السفارة ستدرس الموضوع لاحقا، لإيجاد الصيغة المناسبة لتبرير الميزانية، التي ستخصصها لمساعدة أبناء الجالية لتقوية مداركهم العلمية والفكرية، في هذه الظروف العصيبة، التي تتزامن مع بداية موسم الامتحانات، فضلا عن كون الجمعية مهددة بعدم التوفر على مقر لمواصلة مبادرتها، لأن الجهة التي ساعدتها بتسليمها مقرا مؤقتا عبرت عن عدم قدرتها على مواصلة ذلك. من جهة أخرى، حذرت دراسة حديثة، أنجزتها مؤسسة "إيوي" الإسبانية، وتناقلت نتائجها مجموعة من المواقع الإلكترونية، من احتمال "ميلاد جيل تائه" من المهاجرين المغاربة، و"زيادة حالات التهميش والصراعات الاجتماعية"، بسبب الأزمة الخانقة، التي تخيم منذ أزيد من سنة على إسبانيا، وهي الدراسة التي اعتمدها تقرير مجلس الجالية المغربية بالخارج، تحت عنوان "الأزمة والهجرة المغربية في إسبانيا 2007-2011". وأظهرت الدراسة أن المهاجرين يلجون سوق الشغل في أسفل الهرم الوظيفي، إذ يزاولون مهنا لا تتطلب مؤهلات عالية، أو لا تقتضي أي نوع من المؤهلات٬ مضيفة أن هذا الوضع يؤدي إلى بقاء مداخيل أفراد الجالية المغربية في مستوى أقل من الدخل المتوسط لمجموع السكان المتحدرين من الهجرات. واعتبر التقرير، الذي نقلت بعض مضامينه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مؤشرات البطالة والهشاشة والعمل الموسمي في صفوف الجالية المغربية هي الأسوأ في صفوف باقي الجاليات٬ ما يجعل من المحتمل أن تسجل في أوساطها أكبر مستويات الفقر والحرمان المادي.